فيما تقرر رصد 56 مليار سنتيم كغلاف مالي لثلاث شركات للنظافة في الدارالبيضاء برسم سنة 2013، فإن الوضع في المدينة أصبح لا يحتمل ويستدعي مراجعة فورية للعقود المبرمة مع هذه الشركات، وفق عبد الغني المرحاني، رئيس لجنة تتبع قطاع النظافة بالمجلس الجماعي. ويعهد المجلس الجماعي لأكبر حاضرة في المملكة بتدبير النظافة إلى الشركات الثلاث "تيكميد" و"سوجيديما (بيزورنو)" وسيطا البيضاء"، حيث تتقاضى هذه الأخيرة مجموع المبالغ المخصصة لها استنادا على معيار الوزن "الطوناج" زيادة على خدمات الكنس التي تنضاف نفقاتها على كاهل المجلس وفقا لدفاتر التحملات الموقعة مع الشركات المذكورة. وكان مجلس الدارالبيضاء، قرر إضافة 6,6 مليار سنتيم إلى الغلاف المالي المرصود لفائدة الشركات الثلاث، وقد برر المرحاني الأمر بتسديد متأخرات لفائدة "سوجيديما ب2,7 مليار سنتيم وتيكميد ب3,9 مليار سنتيم، غير أنه استنكر تدني الخدمات المقدمة من الشركات الثلاث ككل. وقال المرحاني ل"لكم. كوم" إن اللجنة التي عهد إليها مراقبة وقفت على عدة اختلالات في تدبير القطاع، وأنها ستقدم عرضا حول القطاع خلال الدورة الاستثنائية للمجلس والمقررة صباح بعد غد الخميس. وأنحى رئيس اللجنة المشكلة من 10 مستشارين ينتمون لفرق سياسية مختلفة بمجلس المدينة، باللائمة على هياكل المراقبة في الأخير، مؤكدا أن 6 موظفين هم يضطلعون بمراقبة عمل الشركات الثلاث في أكبر مدينة بالمغرب غير أنهم يفتقرون لوسائل العمل مثل سيارات تشفع لهم مراقبة شوارع المدينة وآلات تصوير لتوثيق الخروقات. وتنوء الدارالبيضاء بالأزبال التي "تؤثث" شوارعها وأزقتها، مما جعل نسيجا من جمعيات المجتمع المدني يقترح القيام بتشخيص مفصل لقطاع النظافة بالدارالبيضاء، بينما طالب مستشارون بمراجعة بنود العقود المبرمة بين المجلس والشركات وكذا دفاتر التحملات التي تنص على تجديدها مرة كل سنتين دون أن يتم ذلك. وتوجه اتهامات لتدبير قطاع النظافة بالدارالبيضاء بعدم استطاعة الشركات المفوض إليها جمع النفايات من تحقيق مرامي البيضاويين في أن تصبح مدينتهم نظيفة، وقد أصبح هذا القطاع يكلف المدينة حاليا 56 مليار سنتيم سنويا بينما طرأت تغييرات في قيم المبالغ المدرجة في دفاتر التحملات المرتبطة بالعقود الموقعة معها بعدما انتقلت قيمة مبلغ العقدة المبرمة مع شركة «تكميد» أزيد من 10 ملايير و200 مليون سنتيم سنة 2004 إلى 12,5 مليار سنتيم سنة 2010، وارتفع مبلغ العقدة مع شركة «سيطا» من 6,7 ملايير سنتيم سنة 2004 إلى 16,3 مليار سنتيم سنة 2010 مسجلة ارتفاعا وصل إلى 250 في المائة، على أن مداخيل شركة «سوجيديما»، من قطاع النظافة قد ربت من 8,1 ملاير سنتيم بعدما كانت تقف دون 7,1 مليار سنتيم، بينما كانت الميزانية المخصصة للشركات الثلاث خلال العام الجاري نحو 50 مليار سنتيم.