تظاهر آلاف الاردنيين الجمعة وسط عمان مرددين شعارات غير مسبوقة تطالب الملك عبد الله الثاني بالرحيل، فيما منعهم رجال الامن من التوجه الى الديوان الملكي للاحتجاج على رفع اسعار المحروقات. وتظاهر اكثر من 10 آلاف شخص امام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان، بينهم اسلاميون ويساريون ومجموعات شبابية، هاتفين "الشعب يريد اصلاح النظام" و"الحرية من الله يسقط يسقط عبدالله". كما هتفوا "الشعب يريد اسقاط النظام" اضافة الى "لا اصلاح ولا تصليح ارحل بالعربي الفصيح"، على ما افاد مراسل فرانس برس. ولطالما كانت الاساءة الى الملك او المطالبة برحيله علنا امرا نادرا لانه غير قانوني ويمكن ان يؤدي الى حبس مرتكبه. ورفع متظاهرون لافتات كتب عليها "اللعب بالاسعار يعني اللعب بالنار" و"لا اصلاح الا بتغيير النهج السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد" و"ثورة الحرية، تعيش انتفاضة الشعب الاردني". ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من التوجه الى الديوان الملكي الذي يبعد حوالى ثمانية كيلومترات من موقع التظاهرة، لكن لم تقع أي صدامات، وفقا لمراسل فرانس برس. وقدر منظمو التظاهرة عدد المشاركين بها بنحو 25 الفا، بينما قدرت الشرطة عددهم بقرابة 3 آلاف شخص فقط. وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان العاهل الاردني الغى زيارة كانت مقررة الاسبوع المقبل الى لندن بسبب تصاعد الاحتجاجات في بلده. وقال زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام للاخوان المسلمين في الاردن، لفرانس برس ان "الراي الذي يطالب باسقاط النظام بدا بالتوسع بسبب سياسات خاطئة وقرارات رفع الاسعار وعدم الاستجابة الى مطالب الاصلاح". واضاف "هناك تيار مؤسسي وحزبي يطالب باصلاح النظام وهناك تيار شعبي غير منظم يطالب باسقاط النظام والاستعجال بالمعالجة هو الذي يمكن ان يخرج الاردن من ازمته الحالية التي صنعها النظام نفسه". واعلن المشاركون في التظاهرة انهم ينوون التظاهر مجددا الساعة السابعة مساء (1600 تغ) قرب ميدان جمال عبد الناصر المعروف بدوار الداخلية، الذي كانت الشرطة فضت بالقوة تظاهرات سابقة قربه خلال اليومين الماضيين. الا ان نحو 100 متظاهر فقط ظهروا قرب الموقع الذي اغلقه حوالى 2000 رجل امن. وما ان حاول هؤلاء الهتاف "الله اكبر" حتى ركض باتجاههم نحو 200 شخص من الموالين للنظام واصطدموا مع مجموعة منهم، ما دفعهم الى الهروب من المكان الذي تجمع فيه موالون لاحقا حاملين صورا للعاهل الاردني واعلاما اردنية. وشهد كل من مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين (شمال) والكرك والطفيلة ومعان (جنوب المملكة) واربد وجرش (شمال) تظاهرات احتجاجية الجمعة. ومنذ مساء الثلاثاء اندلعت احتجاجات في الاردن بعد رفع اسعار المشتقات النفطية بنسب تراوحت بين 10% و53% لمواجهة عجز موازنة العام الحالي الذي قارب 5 مليارات دولار في بلد يستورد معظم احتياجاته النفطية ويعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية. وقالت الحكومة انها ستقوم بتعويض الاسر التي لا يتجاوز دخلها السنوي عشرة الاف دينار (حوالى 14 الف دولار) بمبلغ 420 دينارا على مدار السنة (حوالى 592 دولارا). وادت اعمال شغب رافقت الاحتجاجات على مدى الايام الثلاثة الماضية الى مقتل شخص واصابة 71 آخرين بينهم رجال امن فيما تم اعتقال 158 شخصا وتسجيل 100 حادث شغب وسرقة وتكسير لممتلكات عامة وخاصة. وطالبت جماعة الاخوان المسلمين الخميس الملك بالغاء قرار رفع الاسعار وتأجيل الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في 23 يناير المقبل، والتي تقاطعها المعارضة وخصوصا الحركة الاسلامية. إلى ذلك اعلنت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة ان العاهل الاردني عبدالله الثاني الغى زيارة كان سيقوم بها للندن الاسبوع المقبل في وقت تشهد بلاده تظاهرات مناهضة له. ولم توضح الوزارة اسباب الالغاء. وكان عبدالله الثاني سيزور لندن الاسبوع المقبل للقاء رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وعلى جدول اعمال الزيارة قضية الاسلامي ابو قتادة الذي علق القضاء البريطاني الاثنين تسليمه للاردن وافرج عنه بكفالة في اليوم التالي. واثار هذا القرار استياء كاميرون و"خيبة امل" عمان التي تريد معاودة محاكمة ابو قتادة في قضيتين تتصلان بالتحضير لاعتداءات. من جهتها، اشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في اتصال هاتفي مع العاهل الاردني ب"خارطة الاصلاح السياسي التي يقودها الملك، ومساعي الحكومة في مجال الاصلاح الاقتصادي"، على ما افاد بيان للديوان الملكي. واكدت كلينتون "اهمية الشراكة الاردنية الاميركية". من جانبها، دعت السعودية مواطنيها في الاردن الى تجنب اماكن التظاهرات لا سيما دوار الداخلية وسط العاصمة. وحذرت سفارة المملكة في عمان في بيان "الموظفين والطلاب السعوديين في الأردن من الذهاب لميادين عامة والوقوف عند مناطق تجمعات وتظاهرات والابتعاد كليا عن منطقة العبدلي في العاصمة عمان وخصوصا دوار الداخلية وتهيب بهم عدم الذهاب للدراسة". وكانت السفارة الأميركية في عمان حذرت مواطنيها من التواجد في اماكن التظاهرات وقالت انها "تراقب بحذر الوضع الامني في عمان وباقي مناطق المملكة".