منح المهرجان الدولي للفيلم المستقل مساء السبت جائزة أفضل تمثيل لطفلين من لبنان والمغرب، فيما حاز الفيلم التركي "ليل الصمت"، جائزتي أفضل فيلم وأفضل اخراج. منح المهرجان الدولي للفيلم المستقل مساء السبت جائزة أفضل تمثيل لطفلين من لبنان والمغرب، فيما حاز الفيلم التركي "ليل الصمت"، جائزتي أفضل فيلم وأفضل اخراج. فقد حاز الطفل اللبناني علاء حمود جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "قصة ثواني" للمخرجة لارا سابا، فيما حازت الطفلة رانيا ملولي ابنة العائلة المغربية المهاجرة في بلجيكا، جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "كيس الطحين" لخديجة لوكلير، الذي حاز أيضا جائزتي لجنة التحكيم الخاصة وأفضل سيناريو جاء هذا التتويج ليل السبت، في حفل ختام الدورة التاسعة والثلاثين للمهرجان. وترأس لجنة تحكيم مسابقته الدولية المخرج الفيليبيني بريانتي مندوزا الحائز جائزة أفضل اخراج في مهرجان كان 2009. وخلال الاعلان عن جائزة أفضل ممثل، قال أحد أعضاء لجنة التحكيم إن الفائز "تقمص تماما القصة التي رواها لنا، وكنا مأخوذين بأدائه"، وأضاف "من دون أي شك هو صغير جدا في السن، ولكن الاكيد بالنسبة لنا أنه ممثل حقيقي". استلمت هذه الجائزة نبال عرقجي منتجة وكاتبة سيناريو فيلم "قصة ثواني"، وعلقت بانها ومخرجة الفيلم عثرتا على الطفل علاء حمود صدفة في أحد شوارع بيروت. وأضافت "في اللحظة التي رأيناه فيها قلنا: هذا هو. لم يكن عنده أي معلم، بل يتمتع بموهبة فطرية". ويلعب حمود دور طفل يافع يعيش حياة قاع الطبقات الفقيرة، فوالدته العزباء مأزومة بمشاكل حياتها وتتركه وحيدا ليجد نفسه في رفقة شلل السرقة والمخدرات بعدما كان طالبا واعدا في مدرسته. كذلك منح المهرجان جائزة أفضل ممثلة للطفلة رانيا ملولي التي لم تتجاوز العشر سنوات، عن دورها في فيلم "كيس الطحين". وقالت عضوة لجنة التحكيم التي قدمت الجائزة "لقد تأثرنا بذكاء تمثيلها وانسانيتها"، مضيفة "إنها لؤلؤة". الطفلة الفائزة صعدت إلى المنصة وقالت بخجل قاطعه التصفيق "اريد أن اشكر الجمهور، وأشكر لجنة التحكيم"، قبل أت تضيف وهي تحاول اخفاء وجهها خلف يدها التي تحمل الميكرفون :"أنا متأثرة جدا... اشكر والدي الموجودان في القاعة". فيلم "كيس الطحين"، لمخرجته المغربية البلجيكية خديجة لوكلير، حضر أيضا على منصة التتويج ونال جائزتي لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل سيناريو، وهو يروي واحدة من المشاكل الشائعة التي ترافق حياة العائلات المهاجرة، عندما يقرر والد الطفلة إعادتها إلى بلده الاصلي رغم أنها ولدت وتربت في بلد الهجرة. السينما المغربية كانت متوجة أيضا عبر حضور واحد من أبرز وجوهها، هو الممثل محمد مجد (1940)، الذي تسلم جائزة تكريم عن مجمل مسيرته الفنية، وكان أول ظهور سينمائي للممثل المخضرم عام 1977 عبر فيلم "الرسالة" لمصطفى العقاد. لجنة التحكيم قالت عن مجد في التقديم للجائزة "إنه وجه المغرب في الامس واليوم"، وأضافت "إنه ممثل يتميز أولا عبر تواضعه وشغفه بالسينما، فهو في عمر 72 سنة لا يزال مليئا بالحيوية ويحمل شعلة هؤلاء الذين يمثلون بالقلب". لكن التتويج الأهم ذهب للفيلم التركي "ليل الصمت"، بعدما نال جائزتي أفضل فيلم وأفضل اخراج، وقالت عنه لجنة التحكيم أنه "فيلم هزنا تماما". وقد تصدى مخرج الفيلم رييس تشيلك لتحد كبير ببراعة اذ ان جميع أحداث الفيلم تدور في غرفة صغيرة حيث تزوج عائلة في قرية تركية نائية بطل الفيلم الخارج للتو من السجن من فتاة مراهقة لا يعرفها، ليقضي الليل محاولا اقناعها بمعاشرته لاثبات تمام الزواج للعائلة التي ستحضر صباحا نزولا عند تقاليدهم. وعرض في ختام المهرجان، الذي اختار هذا العالم لبنان "نجما" لدورته، فيلم "تنورة ماكسي" للمخرج جو بوعيد. المخرج الشاب قال مخاطبا الجمهور، الذي كان الحضور اللبناني بارزا فيه "كلما تجولت مع الفيلم أكتشف أنكم تحبون لبنان أكثر من الناس الذين يعيشون فيه. ربما أصير واحدا منكم وأقول الاشياء التي أود قولها". كانت تلك اشارة للمشاكل الرقابية التي واجهها الفيلم، إذ سحب من الصالات بعد اطلاقه قبل أشهر في بيروت، بعد اعتراضات من بعض رجال الدين المسيحيين الذين فرضوا تعديلات قبل السماح للفيلم بالعودة مجددا لدور العرض، رغم حصوله مسبقا على موافقة الرقابة والجهات الدينية المعنية. تلك المشاكل لا تزال غصة لدى المخرج بوعيد، الذي يقول إنها حدثت "نتيجة تحريض البعض"، ويضيف في حديث مع وكالة فرانس برس "السينما لدينا تكون نفسها، والمخرجون اللبنانيون يعدون على الاصابع، وبدلا من تشجيعهم نقمع حرية تعبيرهم"، وأضاف "عندنا يسلطون الساطور على انتاجنا المحلي". الفيلم يحكي قصة تجري خلال الحرب الاهلية اللبنانية، عندما يقرر شاب كان في طريقه الى ان يصبح راهبا تغيير مسار حياته والزواج بالامرأة التي أحبها. ويعتبر بوعيد أن المشكلة التي واجهت فيلمه هي جزء من مشكلة أكبر، ويقول "أحس أن شعبي ينقصه الانفتاح الثقافي. الانفتاح ليس بالقشور بل يأتي عبر قبول الاخر وهذا غير موجود عندنا. ويضيف "نحن خائفون من الصراحة ومن نزع الحجاب عن اسرارنا، ولذلك نفضل الاختباء خلف انتماءاتنا الضيقة ونعيش سياسة قطيع ترعبني".