تم العلاقة بين رآسة الحكومة ورآسة فيديرالية رجال الأعمال المغاربة (الباطرونا) بحالة من البرود الذي لم يعد يمكن التستر عليه. وقد بدا هذا الفتور في آخر اجتماع لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وفريق من وزرائه مع أعضاء الباطرونا يقيادة رئيستهم مريم بنصالح، إذ طرح رجال الأعمال شروطا اعتبرت تعجيزية لبناء الثقة بين الجانبين. ويعزو المراقبون هذا الفتور إلى رئيسة الباطرونا، المقربة من فؤاد عالي الهمة، المستشار القوي داخل المربع الملكي، والتي يقول المقربون منها أنها لم تكن لتواجه رئيس الحكومة بمطالب تعجيزية لو لم تكن مسنودة من جهة قوية، إن لم تكن هده الجهة هي نفسها من حركتها. يذكر أن انتخاب مريم بنصالح خلفا لمحمد حوراني جاء بشبه الإجماع القريب من المبايعة بعدما كانت هي المرشحة الوحيدة لخلافته. ويعتبر منصب رئيس الباطرونا من المناصب الحساسة تتطلب ممن يشغله أن يعرف كيف يوازن بين علاقة الباطرونا والقصر من جهة ورآسة الحكومة من جهة، فقد سبق لرئيس الباطرونا السابق حسن الشامي، أن فقد منصبه عقابا له على محاباته لرئيس الحكومة آنذاك إدريس جطو على حساب علاقاته مع مقربين من القصر.