كل من تابع مسيرة الحارس خالد فوهامي، يقف على كثرة تنقلاته بين مختلف الأندية التي لعب بها، فالشاب الذي إزداد ونشأ بالدار البييضاء وبعدما قدم أوراق إعتماده في البطولة المغربية، عاهد نفسه على التألق والنجاح في الإحتراف الأوروبي، وكان له ما أراد بعدما صال وجال في الكثير من بطولات القارة العجوز. رجل قدّم الكثير للمنتخب المغربي والأندية التي لعب لها، وساهم في صقل موهبة الكثير من حراس البطولة،بعد الخبرة التي راكمها داخل الإدارة التقنية الوطنية، ومختلف المنتخبات التي إشتغل داخلها.
بداية الحكاية مع الوداد تربى خالد فوهامي وسط أسرة تعطي أهمية كبيرة للدراسة والتحصيل العلمي، وبمدينة الدارالبيضاء نشأ الشاب الذي تميز منذ صغر سنه بطوله الفارع، ما جعل العديد من أقرانه يتنبأون له بمستقبل زاهر في مجال حراسة المرمى. في ساعات التربية البدنية ظهر خالد متفوقا على العديد ممن جايلوه، حتى جاء اليوم الذي إقتنع فيه بضرورة الإنضمام لفريق بإمكانه أن يطور داخله إمكانياته، ليختار الوداد الذي عاش معه فترات رائعة، بعدما إلتحق بالفريق الأول في ريعان شبابه، رافعا تحدي نقش إسمه بأحرف من ذهب في البطولة الوطنية مع الفريق الأحمر،وبالأخص في الفترة مابين 1991 و1994، والتي ظفر فيها بلقب الدوري والكأس وعصبة أبطال إفريقيا، لتنطلق حكاية مسار رائع لم يكن يدرك خالد آنذاك أنه سيقوده للعب رفقة العديد من الأندية الأوروبية. لم يستمر فوهامي في حضن الوداد، ليقرر الإلتحاق بإتحاد طنجة لموسم واحد ، قبل أن يعرج للمغرب الفاسي الذي لعب في صفوفه لموسمين، قدم خلالهما الحارس مردودا كبيرا، ليذيع صيته في المغرب، ويوضع في تلك الفترة تحت أجندة العديد من الأندية، لكنه قرر عدم الإستمرار في البطولة. كبرت أحلام فوهامي بعدما إشتد عوده رفقة ” لماص”، بعدما أصبح واحدا من أبرز حراس البطولة، مستفيدا أيضا من الفترة التي قضاها بطنجة ، قبل أن يقرر ترك ذات يوم العاصمة العلمية، وحزم حقائبه خارج المغرب. تجربة دينامو بوخارست عكس العديد من اللاعبين، الذين كانوا يحلمون بالإحتراف في فرنسا أو البرتغال في ذلك الوقت، إلا أن خالد فوهامي فاجأ الجميع بالإنتقال صوب البطولة الرومانية للعب مع دينامو بوخارست. قضى خالد موسمين في بوخارست، إحتك خلالهما بكبار المهاجمين الرومانيين ولاعبي أوروبا الشرقية، وصنع لنفسه إسما خاصا بالبطولة الرومانية، رافعا بشكل كبار من قيمة الحراس المغاربة الذين كانوا في وقته يجدون صعوبات لفرض نفسهم خارج المغرب. بعد تجربة رومانيا الناجحة، توصل فوهامي بعرض للإنتقال للعب في بلجيكا، لم يتردد في قبوله ليلحق بفريق بيفيرن، الذي لم جاوره لموسم واحد قبل أن يجد نفسه رفقة ستاندار دولييج، الذي صقل داخل موهبته، وإكتسب معه كامل الخبرة ، حيث أصبح معه دائم الحضور مع المنتخب المغربي كحارس قم إشارات قوية أنه سيصبح الرقم الأول في معادل حماة عرين أسود الأطلس. إستمرار التحدي الأوروبي لم يتوقف مسار الرحالة خالد فوهامي في بلجيكا، فالرجل ركب صهوة التحدي وطار للعب في البطولة البرتغالية، مجاورا فريق أكاديميكا دي كوامبارا لموسم واحد،قبل أن يقرر بهد ذلك الإحتراف في البطولة الروسية من بوابة فريق ألانيا فلاديكافكاز ، وبعدها عرج مجددا على البطولة البلجيكية ليلعب فقط لثلاثة أشهر مع فريق فيزي، الذي غادره دون أن يتسلم مستحقاته المادية ما جعله يلجأ للإتحاد الدولي لكرة القدم لنيل حقوقه. إحتراف فوهامي بالديار الأوروبية إستمر بلعبه في البطولة البرتغالية رفقة بورتيمونينسي الذي جاوره لموسم واحد، قبل أن يفكر خالد بعد عشر سنوات في القارة العجوز، إستئناف مشواره في البطولة المغربية، للإقتراب أكثر من محيط أقربائه بعدما حرمه الإحتراف من الدفئء الأسري، نتيجة بقائه متجولا بين العديد من الأندية الأوروبية، التي وجدت في خالد نموذجا للحارس المحترف صاحب الأخلاق العالية، والعقلية الغربية رغم أنه تربى وسط أسرة محافظة، ناهيك عن مساهمته الفعالة في بلوغ أسود الأطلس لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2004 بتونس، وقيادته لكتيبة زكي بادو لغاية المباراة النهائية. ما بين الرجاء والفتح بعدما عاد خالد فوهامي صوب البطولة، لم يختر الإلتحاق بالوداد الذي نشأ داخله، لكنه لبس قميص غريمه الرجاء البيضاوي ، حيث قضى موسمين في عش النسور، ليتحول بعدها إلى العاصمة الرباط مجاورا الفتح، الذي دخل في مشروع إحياء الفريق للواجهة، حيث ساهم في إعادته للقسم الثاني، وتوج معه بلقب كأس العرش بعد ذلك وكأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2010، ليحرص بعدها على التحصيل العلمي ونيل الشواهد، التي مكنته من الإشتغال داخل الإدارة التقنية الوطنية، وجامعة الكرة التي شرفته بالعمل مع جميع فئات المنتخب المغربي، من الفتيان، لغاية الشبان ثم الأولمبي فالمنتخب الأول، معتمدا على التجربة التي راكمها في الإحتراف بالقارة الأوروبية ، وقدرته على الحديث بأكثر من ثلاثة لغات بكل طلاقة ، وهو مايسهل على خالد التواصل مع اللاعبين القادمين من مختلف بطولات العالم.