كشف وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، سعيد أمزازي، اليوم الثلاثاء، أن الجامعات المغربية تمكنت من إنتاج أكثر من 100 ألف مورد رقمي متنوع. وأوضح أمزازي، في معرض جوابه على سؤال محوري حول “حصيلة تجربة التعليم عن بعد وآفاق استكمال السنة الدراسية” بمجلس المستشارين، أن هذه الموارد الرقمية همت ما بين 70 و100 في المائة من المضامين البيداغوجية المبرمجة التي تم نشرها على البوابات الالكترونية للجامعات والمؤسسات التابعة لها، مسجلا أن مختلف المؤسسات اعتمدت على خدمات عدة منصات رقمية ومواقع إلكترونية وأنظمة معلوماتية للتفاعل مع طلبتها.
وأضاف أنه تم تقديم مجموعة من الدروس والمحاضرات المصورة على القناة الرياضية، التي تشمل مختلف الحقول المعرفية التي يتم تلقينها بمؤسسات الاستقطاب المفتوح، ولاسيما تلك الخاصة بسلك الإجازة في الدراسات الأساسية التي تستقطب ما يفوق 90 في المائة من العدد الإجمالي للطلبة. كما مكنت هذه التغطية التلفزية، يقول أمزازي، من بث 12 درسا، بمعدل 6 ساعات في اليوم، ليصل مجموع الدروس التي تم بثها إلى غاية يوم الأحد 10 ماي 2020، حوالي 300 درس، فيما بادرت الجامعات إلى بث دروس في العلوم الإنسانية من خلال مختلف الإذاعات الجهوية، فضلا عن قيام الجامعات بتسجيل 13 ندوة ومائدة مستديرة حول جائحة كورونا ومقاربتها من مختلف الزوايا تم بثها عبر القناة الرياضية. أما بالنسبة لمؤسسات الاستقطاب المحدود، أفاد الوزير بأن الطلبة استفادوا من 100 بالمئة من المضامين المسطرة في البرامج التكوينية، مشيرا إلى أنه تم أيضا، تدعيما لهذه الإجراءات، وضع رابط عبر الموقع الإلكتروني لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، من أجل متابعة هذه الدروس بالنسبة للطالبات والطلبة الذين لم يتمكنوا من متابعة الدروس عبر قناة الرياضية. وبخصوص مجال البحث العلمي، أبرز أمزازي أن الوزارة أطلقت برنامجا لتمويل مشاريع بحث في مجالات ذات الصلة بجائحة كورونا المستجد “كوفيد 19″، خصص له غلاف مالي يبلغ 10 ملايين درهم، بهدف المساهمة في مواجهة هذه الجائحة، مفيدا بأن مشاريع البحث همت الجوانب العلمية والطبية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية والإدارية. وفي هذا الإطار، يتابع أمزازي، توصل المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ب400 مشروع بحثي، سيتم في مرحلة أولى تقييم 200 مشروع منها حصلت على رأي جد إيجابي من طرف الأقطاب الجامعية الجهوية التي أحدثت لهذا الغرض. كما سيتم الإعلان عن نتائج هذا البرنامج يوم الجمعة 15 ماي الجاري. وأشار إلى أنه، موازاة مع هذه المبادرة، ساهم أساتذة باحثون وتقنيون وطلبة، في المجهودات الوطنية للتصدي لجائحة كورونا عبر اختراعات وابتكارات في ميادين ذات صلة بالجائحة تتمثل في أقنعة واقية ذكية، وأجهزة للتنفس الاصطناعي، وطائرات مسيرة عن بعد للمساهمة في الحملات التحسيسية، إضافة إلى النمذجة الرياضية لتتبع الوباء وتوقعات انتشاره. كما عملت الوزارة، يضيف الوزير، على بث برنامج تلفزي ” world on street” (وورلد أون ستريت) لتعلم اللغة الإنجليزية وثقافتها وذلك في إطار الشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني، وفتح موارد المكتبة الرقمية الدولية “EBSCO ” بشكل مجاني في وجه الطلبة والأساتذة والباحثين، إضافة إلى مجموعة من المنصات والمكتبات الدولية العالمية ك”المناهل” و”كيرن CAIRN ” و “دالوز DALLOZ” . وأشار إلى أنه من أجل تيسير الولوج إلى مختلف المنصات الإلكترونية، قررت شركات الاتصالات الثلاث، وبتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، منح الولوج مجانيا بصفة مؤقتة إلى جميع المواقع والمنصات المتعلقة ب”التعليم أو التكوين عن بعد” الموضوعة من طرف الوزارة، مبرزا أن هذه المجانية لا تشمل البث المباشر “ستريمين” عبر قناة ” يوتيوب”. وعلى مستوى قطاع التكوين المهني، أكد الوزير أنه تم تشكيل لجنة تضم مختلف القطاعات المكونة يتولى تنسيقها قطاع التكوين المهني، لتتبع سير التكوين عن بعد وتطويره حتى تمر هذه العملية في أحسن الظروف، وذلك ضمانا للاستمرارية البيداغوجية وإنجاز ما تبقى من المقرر التكويني. فالبنسبة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تم وضع مسطحة رقمية للأقسام الافتراضية شرع العمل بها رسميا ابتداء من 19 مارس الماضي، إضافة إلى الوسائل الأخرى المتاحة كالبريد الإلكتروني وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وإعداد نسخ ورقية للدروس من أجل ضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص خاصة بالنسبة للمتدربات والمتدربين الذين لا يتوفرون على الربط بشبكة الأنترنيت. كما تم وضع رهن إشارة المتدربين، وفق أمزازي، أزيد من 40 ألف مؤلف مرجعي رقمي تغطي مختلف الميادين، وتمكين 280 ألف متدربة ومتدربا من تعلم اللغات الأجنبية عن بعد، وإنجاز 665 ألف و891 ساعة التكوين بمختلف المستويات، مضيفا أن عدد المتدربين المستفيدين من التكوين عبر الخدمة التشاركية “تيمز” ناهز 85000. واعتبر أمزازي أن هذه الحصيلة المرحلية لتفعيل “عملية التعليم عن بعد” طيلة الأسابيع الثمانية الماضية تظل إيجابية ومحفزة أخذا بعين الاعتبار أن الأمر يتعلق بتجربة غير مسبوقة في المملكة تم التمكن من أجرأتها في وقت قياسي