قال مسؤولون يوم الأحد 30 يناير 2011، إن جنوب السودان صوت بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن الشمال في استفتاء يهدف لإنهاء عشرات الأعوام من الحرب الأهلية. وعمت الاحتفالات جوبا عاصمة الجنوب في أعقاب هذه الأنباء. وهتف الآلاف وغنوا وزغردت النساء بعد أن قال مسؤولون إن النتائج الرسمية الأولى أوضحت أن 99.57 في المائة من الناخبين في ولايات الجنوب العشر اختاروا الانفصال. وقال سلفا كير رئيس جنوب السودان للمحتشدين إن هذه النتيجة هي التي صوت من أجلها الجنوبيون حتى يكونوا أحرارا في بلدهم وقدم التهنئة إلى أهل الجنوب. وأجري الاستفتاء بموجب اتفاق للسلام أبرم عام 2005 وأنهى عشرات السنين من الصراع بين الشمال والجنوب في أطول حرب أهلية شهدتها أفريقيا وسقط فيها زهاء مليوني قتيل. وأثنى كير زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان السابقة على خصمه السابق خلال الحرب الأهلية الرئيس السوداني عمر حسن البشير لموافقته على اتفاقية السلام عام 2005 . وقال كير بلغة امتزجت فيها الانجليزية بالعربية بلهجة محلية إن البشير اتخذ قرارا شجاعا بتحقيق السلام ووصفه بأنه بطل وتعهد بالوقوف إلى جواره. وأضاف أن مشروع الانفصال لم يكتمل وأن الجنوبيين لا يستطيعون إعلان الاستقلال بعد داعيا إلى احترام اتفاقية السلام والى السير بخطى وئيدة للوصول إلى الهدف بسلام. وبموجب اتفاقية السلام سيتمكن جنوب السودان من إعلان الاستقلال في التاسع من يوليو تموز انتظارا لأي تحد قانوني محتمل لنتيجة الاستفتاء. وما زال يتعين على زعماء الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير في الشمال الاتفاق بخصوص مجموعة من القضايا ذات الحساسية السياسية منها ترسيم الحدود المشتركة بين الشمال والجنوب وكيفية تقسيم عائدات النفط بعد الانفصال وتبعية منطقة أبيي المتنازع عليها. وقال طالب عمره 19 عاما يدعى سانتينو انيي لرويترز "أنا سعيد جدا. تخيلوا أن تكون لدينا مدارس ولا خوف ولا حرب تخيلوا أن نشعر مثلما يشعر أي شعب آخر في بلده. على الأقل نشعر الآن أن هذه أرضنا." وأشاد بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدةبجنوب السودان وشماله باجراء استفتاء سلمي لكنه عبر عن قلقه بخصوص القضايا التي لم تحسم. وقال في كلمة خلال قمة للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا "السلام في شمال السودان وجنوبه سيحتاج إلى حنكة وصبر. ووصف نشطاء انفصاليون الاستفتاء بأنه فرصة لإنهاء سنوات مما يعتبرونه استغلالا من الشمال. وبعد أن كان البشير يدعو إلى الوحدة قبل الاستفتاء وخلاله أعلن في وقت لاحق أنه سيقبل نتيجته التي كان يتوقع على نطاق واسع أن تكون لصالح الانفصال. وقال تشان ريك مادوت نائب رئيس المفوضية المنظمة للاستفتاء إن الجنوب صوت بنسبة 57ر99 في المائة لصالح الانفصال. وذكر لرويترز في وقت لاحق أن النتائج الكاملة للاستفتاء ستعلن في مطلع فبراير شباط بعد إحصاء أصوات الجنوبيين في شمال السودان وفي ثماني دول أخرى هي الولاياتالمتحدة واستراليا ومصر وأوغندا وكينيا واثيوبيا وكندا وبريطانيا. وذكر موقع المفوضية على الانترنت الأحد أن النتيجة الإجمالية هي 83ر98 في المائة لكنه أضاف أن النسبة يمكن أن تتغير. وصوت 9ر99 في المائة في خمس من الولايات العشر في جنوب السودان المنتج للنفط لصالح الانفصال وكانت اقل نسبة هي 95.5 بالمائة في ولاية بحر الغزال الغربية المجاورة لشمال السودان.