يعتبر عبد الجليل هدا، المعروف في أوساط كرة القدم بلقب” كماتشو”، واحدا من أبرز اللاعبين مروا من صفوف المنتخب المغربي، فاللاعب الذي تربى بين أحضان النادي المكناسي ،إستطاع لفت الأنظار إليه داخل مكناس بعدما سطع نجمه رفقة فريقها الأول “الكوديم” ليعانق الإحتراف الذي قاده للعب بالسعودية وتونس وكذلك إسبانيا مدونا إسمه في صفحات أكثر اللاعبين الذين قدموا خدمات كبيرة ل”أسود الأطلس”. الإنطلاقة من مكناس يعد عبد الجليل هدا، الملقب ب”كاماتشو”، واحدا من المهاجمين الذين تركوا بصمة واضحة في الكرة المغربية، كما سطّر مسارا احترافيا ناجحا، في إسبانيا والسعودية وكذلك تونس، في الوقت الذي صنع لنفسه إسما بالبطولة المغربية، رفقة فريقه الأم النادي المكناسي، الذي كان ضمن كوكبة من الأندية التي تفرخ المواهب وتقدمها لباقي الأندية. تميز عبد الجليل هدا،منذ صغر سنه على باقي أقرانه، وكانت بداياته الأولى في كرة قدم بمسقط رأسه مدينة مكناس، وبعد تألقه مع زملائه في الحي، رصدته أعين صيادي المواهب، والتحق بالفئات الصغرى للنادي المكناسي، الذي تدرج بين فئاته. وبعد صعوده لفئة الكبار، تمت إعارته لإسمنت مكناس، الناشط في الهواة آنذاك ، وعاد هدا إلى النادي المكناسي، بعد أن أنهى إعارته، وساهم بأهدافه الحاسمة في صعود الفريق للدرجة الأولى، في موسم 1992- 1993، وفي الموسم التالي، خلق الفريق المكناسي مفاجأة من العيار الثقيل، عندما استطاع الفوز بلقب البطولة، وشهد هذا الموسم، تألقا ملفتا لعبد الجليل هدا الذي بدأت نجوميته تكبر ،حيث كان في تلك الفترة حديث كل الرياضيين المغاربة الذين أيقنوا قدوم مهاجم من طينة الكبار. سر لقب “كماتشو” لقبت جماهير النادي المكناسي، لاعبها عبد الجيل هدا، على لاعب ريال مدريد الإسباني خوصي كماتشو، وبات كل أهل مكناس ينادونه بلقبه الجديد الذي عرف به بين المغاربة، الذين كان العديد منهم يعرف اللاعب باللقب الذي أطلق عليه ولايعرف إسمه الحقيقي. ظل “كماتشو” مرتبطا بفريقه الأم النادي المكناسي الذي لعب معه منذ سنة 1992 لغاية 1996، وخاض معه منافسة عصبة أبطال إفريقيا التي غادرها أمام الزمالك المصري في ربع النهاية، ليقرر بعدها عبد الجليل البحث عن الإحتراف خارج المغرب، بعدما ظل يؤجل ذلك لتشبته بجماهير مكناس، التي كانت تكن له كل الإحترام كواحد من أبناء المدينة الذين قدموا الكثير للفريق، بأهدافه الساحرة التي كان يعتمد كثيرا فيها على الضربات الرأسية التي إشتهر بها اللاعب في مختلف ملاعب المملكة. مسار رائع بعد أدائه الرائع، كان متوقعا ألا يواصل “كماتشو” مع النادي المكناسي، حيث انتقل إلى الاتحاد السعودي الذي أمضى معه موسما واحدا 1996- 1997، ثم انتقل بعد ذلك إلى النادي الإفريقي التونسي، وأمضى معه موسما واحدا ناجحا بكل المقاييس في موسم 1997-1998 وسجل 39 هدفا، لافتا إليه الأنظار كأفضل لاعب أجنبي ببلاد قرطاج. ودخل هدا أولى تجاربه الأوروبية، بعد أن إلتحق بالبطولة الإسبانية عبر بوابة خيخون، الذي لعب له 3 مواسم مابين 1998 و2001، وعاد بعد ذلك للإفريقي التونسي، قبل أن يختم مشواره بالبطولة المغربية،حيث حمل ألوان المغرب الفاسي والنادي المكناسي، الذي كان آخر فريق يلعب له، حيث أسدل الستار على مشواره الكروي وفي عمره 32 سنة. بصمة في المونديال تمكن عبد الجليل هدا من وضع بصمته مع المنتخب المغربي، وكان له حضورا كبيرا في المنافسات الدولية، فقد شارك في 3 كؤوس إفريقية في نسخ 1998 2000 2002، وشارك في كأس العالم 1998 في فرنسا، وسجل هدفين في مرمى كل من النرويج وإسكتلندا. إختار كماتشو أن يبتعد عن الأضواء، وآثر أن يهتم بمشاريعه الشخصية بعيدا عن كرة القدم، ولم يدخل مجال التدريب أو التحليل التلفزيوني ،كما غاب أيضا عن المباريات الاستعراضية، رغم أن نجوم جيله كنور الدين نيبت وصلاح الدين بصير ومصطفى حجي، كثيرا ما يظهرون في مثل هذه المناسبات. ورغم ذلك، فإن الجماهير المغربية لم تنس أهداف “كماتشو”، خاصة هدفه في المباراة الشهيرة أمام إسكتلندا بمونديال فرنسا، والعديد من الجماهير المغربية تعتبره من أبرز المهاجمين الذين مروا من صفوف أسود الأطلس، والذين فضلوا كثيرا الإنزواء والإبتعاد عن الصحافة، حيث يعتبر عبد الجليل نفسه واحدا من اللاعبين الذين تعرضوا لغبن إعلامي مباشرة بعدما إبتعد عن ملاعب الكرة التي كان يصول ويجول فيها.