شيع عصرالسبت، جثمان محمد امبارك الشهيرب"امبيري" لاعب النادي المكناسي والمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم سابقا، بمقبرة مولاي مليانة بمدينة مكناس في محفل رهيب بحضورقدماء لاعبي الكوديم ومسيرين سابقين بالنادي ومولاي ادريس الخلفي عن جمعية صداقة ورياضة وعدة فعاليات رياضية محلية. وتدهورت الحالة الصحية للمرحوم "امبيري" في الأشهرالأخيرة، إذ ظل يعاني في صمت من جحود ذوي القربى بعدما تنكرله المسؤولون بالعاصمة الإسماعلية وأيضا فريقه الأم النادي المكناسي، حتى وفاته في ساعة مبكرة من صباح أول أمس بمستشفى محمد الخامس بمدينة مكناس عن عمر78 سنة. ويعد "امبيري" من الجيل الذهبي لفريق النادي المكناسي الذي قاده سنة 1966 للتتويج بأول كأس العرش في تاريخ النادي على حساب جاره المغرب الفاسي، وكانت بدايته الكروية سنة 1954 بالأحياء الشعبية، وبالضبط بحي "للا عودة"، قبل أن يلتحق بفريق الرشاد المكناسي ثم الإنتقال سنة 1958 إلى فريق المغرب الفاسي ولعب آنذاك مع الحياني وبنشقرون والصادقي، تحت إشراف المدرب القدميري، كما سبق للاعب امبارك أن خاض تجربة احترافية مع فريق راسينغ دوباري الفرنسي، قبل الإنضمام إلى فريق النادي المكناسي سنة 1962، وهي السنة التي عرفت تأسيس الفريق عن طريق تجمع أندية الرشاد المكناسي وطنجي فاس والأطلس والإسماعيلية، حيث لعب معه موسم واحد بالقسم الوطني الثاني ليحقق الصعود إلى القسم الوطني الأول، ثم الظفربأول لقب كأس العرش في تاريخ النادي سنة 1966، أيام كان يشرف على تدريبه المرحوم قاسم بنونة. واشتهر"امبيري" بتسجيل الأهداف مباشرة من ضربات الزوايا التي كان معروفا بها، ويقول عن ذلك: "تعلمت هذه الطريقة من اللاعب "إيزلاكي" الذي كان يجاورني بفريق راسينغ دوباري الفرنسي، وكنت أحرص آنذاك على تقليده عن طريق الدقة في التنفيذ بضربات دائرية بالرجل اليمنى، خدعت أكثرمن حارس مرمى، وكنت أسجل إلى حدود سبع أهداف في كل موسم من ضربة الزاوية، بل أحيانا سجلت هدفين في مباراة واحدة". وفي سياق متصل، حمل "امبيري" قميص المنتخب الوطني المغربي منذ سنة 1958 حيث كان يشرف على تدريبه المدرب ماسون، وبه جاورلاعبين كبارأمثال أقصبي والتباري والعربي شيشا وبلمحجوب، وتوج مشواره مع المنتخب باحتلال المرتبة الثانية في دوري نظم بليبيا، والمركزالثالث في دوري شمال إفريقيا بتونس. وبعد مغادرته للميادين كلاعب، أشرف المرحوم محمد امبارك على تدريب أندية بريد مكناس وأولمبيك مكناس وشباب أطلس خنيفرة والنادي القصري والنادي المكناسي واسمنت مكناس، كما تولى تدريب شبان الكوديم ويرجع له الفضل في اكتشاف مواهب المهاجم الدولي السابق "كماتشو" بأحد فرق الأحياء الشعبية بالمدينة وساعده للإنضمام إلى فريق النادي المكناسي، كما عمل "امبيري" في وقت سابق مديرا تقنيا لفريق اتحاد تولال بقسم الهواة. تغمد الله المرحوم بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.