عاد المغاربة العالقون بعدد من بلدان العالم لاستصدار بيان جديد ردا على التبريرات التي قدمتها السلطات المغربية لوضعيتهم “المتأزمة بعد أن تقطعت بهم السبل ببلدان المهجر وفقدان الأمل، منذ إغلاق المغرب لحدوده الجوية والبرية والبحرية، اختاروا له عنوان :كفى وعودا واهية، نريد برنامجا لترحيلنا إلى المغرب”. وأوضح هؤلاء في بيانهم، الذي وصل موقع “لكم”، نظير منه، أن “الوضع المتأزم الذي نعيشه، وتحوله إلى ألم عميق، في بلاد تتخلى عنا بشكل مريع، حيث لم تأت كل الاجتماعات والنقاشات الحكومية بأي مخطط واضح لعودتنا لأرض الوطن، وبعد تبدد كل بصيص مع توالي الأيام و انتظار ينهي أسبوعه السابع دون بروز أية بوادر لفك هذا الحصار”.
وبينما اعتبر موقعو البيان (أزيد من 700 شخص) أن “الحكومة المغربية قد تخلت عنا بشكل قاطع وتركتنا نواجه مصيرا مجهولا مشكلة بذلك استثناء على المستوى العالمي في الوقت الذي دأبت كل دول العالم على إرجاع مواطنيها إلى حضن وطنهم”، استنكروا “تمييز الحكومة بين المواطنين داخل الوطن والمواطنين الموجودين خارجه واعتبارهم مصدر تهديد لصحة المواطنين دون موجب حق”. وأشاروا إلى أن “جواب بوريطة وزير الخارجية “العودة قريبة بزاااف”، لا يليق بمسؤول حكومي كان من الحري به أن يقدم مخططا واضحا لملف الترحيل الذي لا يتطلب كل هذا الوقت للشروع فيه، وأن هذه الأجوبة لعب على أعصاب ونفسية العالقين لأهداف لا تعلمها إلا الحكومة ووزيرها في الخارجية”. ووصف البيان ما يقع بأنه “فشل الحكومة المغربية في تقديم تبريرات مقنعة لموقفها المتسم بالتعتيم والمفعم باللامبالاة بمواطنين مغاربة لهم حق على وطنهم الذي تتنكر لهم حكومته دون اهتمام ولا رعاية وفي ظروف قاسية”. وسار إلى أن هذا “الفشل الحكومي المغربي، فيما نجحت كل البلدان لترحيل المواطنين نقطة سوداء في سجلها وجرح لن يندمل لآلاف المواطنين وعائلاتهم”، رافضين “تحميل ملف العالقين ذي الطابع الإنساني والحقوق والاجتماعي لحمولات وحسابات سياسية بئيسة وغير مقبولة أخلاقيا في ظل ظروف عصيبة يعيشها العالم بأسره ويعيشها العالقون بشكل مضاعف”. وبسط هؤلاء أسوء مثال لحالة “عالقي سبتة ومليلية المحتلتين”. وأثار العالقون بالخارج، وفق بيانهم، الانتباه إلى “التأزم المتزايد لوضعيتنا النفسية والصحية والاجتماعية والمادية مع حلول شهر رمضان، وبعد أكثر من سبعة أسابيع من الانتظار والصبر، وما قد تسفر عنه هذه الوضعية من مآس إنسانية تتحمل الحكومة وزرها أمام الله وأمام العالم بأسره”. ولوح هؤلاء ب”خوض كل الأشكال الاحتجاجية المشروعة بعد أن لم تأت كل المحاولات التي قمنا بها من مراسلات وخروج إعلاميي وتدخل عدد من الجهات البرلمانية والحقوقية والسياسية، إلا بمزيد من تجاهل الحكومة وصمتها، متشبثين بوطننا العزيز الذي نفتخر بالانتماء إلى أرضه الطيبة”، بحسب تعبيرهم. وأكد الموقعون على أن “التأخر في تفعيل حق من الحقوق الكونية المنصوص عليها في المواثيق والاتفاقيات الدولية، المتمثل في التمكن من الالتحاق بالوطن، ضرب عميق لهذا الحق وللمنظومة الحقوقية ككل”.