تحدى الملك محمد السادس جميع الأصوات التي ارتفعت في الفترة الأخيرة تطالب بإلغاء أو على الأقل التخفيف من طقوس "حفل الولاء"، الذي جرت العادة أن ينظم سنويا برحاب القصر الملكي بمناسبة تولي الملك العرش. وكان تأجيل هذا الحفل، لتزامنه مع شهر رمضان، قد ترك الكثير من التساؤلات حول امكانية إلغائه، إلا أن بيانا صدر قبل يومين عن وزارة القصور الملكية، قطع الشك باليقين، وأعلن عن موعد ومكان تنظيم الحفل الذي شهدته يوم الثلاثاء 21 غشت، رحاب المشور السعيد بالقصر الملكي للرباط. وكما جرت العادة فقد ظهر الملك بلباسه التقليدي على صهوة فرسه وهو يخرج من بوابة القصر الملكي تحت نفير مزامير أعضاء من الحرس الملكي اعتلوا بوابة القصر، ووسط تهليل العبيد وترديدهم لعبارات الولاء والبيعة للملك كان ممثلون عن الشعب المغربي من جميع المناطق والجهات، ينحنون ثلاث مرات أمام الملك وهم يرددون ما يمليهم عليهم عبيد القصر. وكما جرت العادة فقد تم نقل مراسيم الحفل على شاشات التلفزات الرسمية وعلى أمواج الإذاعات الرسمية. بنما خصصت وكالة الأنباء الرسمية (لاماب) قصاصة مطولة للمناسبة جاء فيها "ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل٬ عشية اليوم الثلاثاء٬ برحاب المشور السعيد بالقصر الملكي بالرباط٬ حفل الولاء٬ وذلك تخليدا للذكرى الثالثة عشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين". وذكرت الوكالة الرسمية أن بعد أن قدم "وزير الداخلية وولاة وعمال الولايات والعمالات والأقاليم٬ وولاة وعمال الإدارة المركزية٬ الولاء لأمير المؤمنين أيده الله ونصره." تقدمت "وفود وممثلو مختلف جهات وعمالات وأقاليم المملكة٬ في صفوف متراصة٬ لتجديد البيعة والولاء لأمير المؤمنين..." وأضافت قصاصة الوكالة الرسمية "وقد اختتم هذا الحفل البهيج٬ الذي يعكس أصالة الشعب المغربي وتشبثه بأهداب العرش العلوي المجيد٬ بإطلاق المدفعية خمس طلقات بينما كان أمير المؤمنين يرد على تحايا وهتافات ممثلي مختلف جهات وأقاليم المملكة". وأوضحت الوكالة أن حضور هذا الحفل شمل رئيس الحكومة ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين ومستشارو الملك والهيئة الوزارية ورؤساء الهيئات الدستورية وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والمدير العام للأمن الوطني وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.