قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن نجاح الحجر الصحي رهين بالتزام وانخراط جميع المواطنين، والتعاون مع السلطات المعنية من خلال عدم مغادرة البيوت إلا لضرورة القصوى. ودعا رئيس الحكومة، في كلمته باجتماع مجلس الحكومة المنعقد اليوم الجمعة 27 مارس 2020، جميع المواطنين إلى التعاون مع الدولة وتحمل مسؤوليتهم الفردية، لأنه “لا يمكن لأي سلطة أن تلزم الناس بالحجر الصحي بشكل كلي، إذا لم يتعاونوا فيما بينهم، فهذا هو السبيل للمكوث في البيوت وعدم الخروج منها إلا للأسباب الضرورية المحددة أساسا في التسوق أو التطبيب والصيدلية أو للعمل في حالة استمراره”.
وأكد العثماني أن الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة في تطور الوباء ببلادنا، وتسلتزم تضامن وتعاون الجميع، مع التحلي بالوعي الجماعي المشترك لإنجاح الحجر الصحي والالتزام بمقتضيات حالة الطوارئ المعمول بها في بلادنا منذ أيام. كما أشار رئيس الحكومة إلى تسجيل الحالات التي تماثلت للشفاء، معبرا في نفس الوقت عن أسفه لفقدان عدد من المواطنات والمواطنين في هذه المأساة. وطمأن رئيس الحكومة مهنيي القطاع الحر والعاملين الذين يشتغلون في القطاع غير المهيكل، ممن فقدوا عملهم بسبب فرض حالة الطوارئ الصحية جراء انتشار وباء فيروس كورونا، بأن الحكومة تشتغل جاهدة لإيجاد الحلول المناسبة والمستعجلة في أقرب الآجال. وشدد العثماني على أن الحكومة واعية بضرورة إيجاد حلول مستعجلة لمن توقف عن عمله بسبب ظرفية انتشار فيروس كورونا، وعاكفة على ذلك لأن “هؤلاء فقدوا عملهم بين عيشة وضحاها، ولم يبق لديهم أي دخل أو مصدر عيش، وسنعمل ما في جهدنا لإيجاد الحلول، ولدينا كل الإرادة لذلك”. وأبرز العثماني أن لجنة اليقظة الاقتصادية منكبة على اقتراح الحلول العملية لفائدة هذه الفئة، مشيرا أنها تشتغل بجد لاستباق الانعكاسات السلبية على الحياة الاقتصادية وتعمل على معالجتها إلى أقصى حد ممكن. وأوضح العثماني أن السلطات الصحية تقوم بأقصى ما تستطيع لمواجهة آثار انتشار فيروس كورونا، وتقوية الطاقة السريرية للإنعاش والمقدرة حاليا ب1640 سرير، والتي من المنتظر أن ترتفع في الأسابيع المقبلة إلى حوالي 3000 سرير بفضل اقتناء بلادنا لعدد من تجهيزات التنفس الاصطناعي، إلى جانب استمرار الاستعدادات، من قبل الطاقم الطبي والمسؤولين في وزارة الصحة، لمواجهة مختلف الاحتمالات. ونوه رئيس الحكومة بجميع الأطر الصحية بالقطاع العمومي، وكذلك بالقطاع الخاص الذي يساهم أيضا في مواجهة الكارثة، مشيدا أيضا بأسرة التعليم التي ساهمت في إنجاح تلقي التلاميذ دروسهم عن بعد، وضمان مواظبتهم وعدم فقدان التواصل معهم. ونوه العثماني كذلك بأسرة الإعلام، للدور الذي تقوم به في مجال التوعية ونشر المعلومة، وبمختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية وبموظفي الإدارات العمومية، داعيا المواطنين إلى التعاون والتفاعل الإيجابي لتسهيل مأمورية هؤلاء، وتجنب الترويج للأخبار الزائفة، والاعتماد حصريا على البيانات الرسمية الصادرة عن القطاعات المعنية.