توصل موقع “لكم” بمقال تحليلي من البروفيسور إسماعيل رموز أستاذ التعلم العالي في الطب النفسي بخصوص الاضطرابات النفسية للحجر الصحي وتوصيات الهيئات العالمية التي ينبغي الاسرشاد بها لمواجهته. مفهوم “الحجر الصحي”
يعرف “الحجر الصحي” على أنه فصل وتقييد لحركة الأشخاص الذين يحتمل أن يكونوا معرضين لمرض معدي، للتأكد مما إذا كانوا مرضى، وبالتالي تقليل خطر إصابتهم من الآخرين او إصابتهم للآخرين. ويعتبر أمرا عاديا أن يحس المرء ببعض التوتر أو الخوف، وهذا لا يشكل عائقا في حد ذاته لأنه يدعو الإنسان لاتخاذ تدابير الوقاية، ليس لسلامته الشخصية فحسب، بل لسلامة أسرته والمحيطين به. لكن عندما تتجاوز مستويات الخوف حدودا عليا، يصبح عائقا للشخص في حياته اليومية وصحته النفسية. والخوف حالة مؤلمة من اليقظة تتعلق بخشية أو رهبة من شيء ما، غير واضح مع انتظاره تؤلم صاحبها. والكربة تعني جزعا من غير موضوع مسبب للجزع، وهو خوف شديد من شيء غير محدد تجعل المريض في حالة من اليقظة المفرطة والمؤلمة، وتكون مصحوبة بأعراض عضوية ناتجة عن تنبيه النظام العصبي التلقائي. تجليات الأعراض أثناء الحجر الصحي يوضح البروفيسور اسماعيل راموز ذلك في أربعة أعراض رئيسة. أولها أعراض جسدية، تتمثل في خفقان القلب بسرعة أكبر وصعوبة في التنفس والتعرق. وثانيها أعرضا شعورية، من قبيل الاحساس بالخطر والترقب المؤلم لحدث ما ضجر. أما ثالثها، فيتعلق بالأعراض الذهنية، المرتبطة بتدهور في الأداء الذهني والإجهاد الذهني واجترار الأفكار. وبخصوص رابعها، فتتعلق بالأعراض السلوكية من تدهور في الأداء المهني وانكماش على النفس وعدوانية غير مألوفة وسلوكيات التجنب وبحسب البروفيسور رموز، فقد أفادت غالبية الدراسات، أن المعزولين في الحجر الصحي هم أكثر عرضة للإرهاق والقلق والتهيج والأرق وضعف التركيز وتدهور أداء العمل والتردد في العمل. تداعيات الحجر الصحي وفيما يتعلق بتداعيات ما بعد الحجر الصحي، سجل البروفيسور رموز الانخراط في سلوكيات التجنبمن قبل تقليل الاتصال المباشر مع الأشخاص الذين قاموا بالحجر الصحي وتجنب الأشخاص الذين كانوا يسعلون أو يعطسون، وكذا تجنب الأماكن المغلقة المزدحمة، إلى جانب تجنب جميع الأماكن العامة في الأسابيع التي تلي فترة الحجر الصحي. بم توصي الهيئات العلمية المختصة؟ يقر البروفيسور رموز على أن الهيئات العلمية المتخصصة في مجال الصحة النفسية توصي بضرورة قيام مسؤولي الصحة العامة بتقديم رسائل سريعة وواضحة يتم توصيلها بشكل فعال لجميع السكان لتعزيز الفهم الدقيق للوضع. 2-، وكذا التقليل قدر الإمكان من الاطلاع على مواقع الأخبار التي تبث بشكل مستمر تطور حالة الوباء في العالم و تأثيراته في مختلف المجالات. وكحد أقصى، ينصح البروفيسور رموز استطلاع أخبار الوباء مرة في اليوم حتى نكون على اطلاع على المستجدات الرقمية والصحية، والإجراءات الإدارية التي تهم حياتنا اليومية-، إضافة لاستثمار الوقت في الاطلاع على مجالات معرفية متنوعة، أو استغلال الوقت لاستكمال مشاريع كتابة أو قراءة. ووجه، أستاذ التعليم العالي في الطب النفسي، المغاربة ل”إعطاء مجال أكبر للاتصال بأفراد الأسرة و الأصدقاء و الاطلاع على أحوالهم، وإن أمكن نشر جو الاطمئنان بينهم، وإمدادهم بمعلومات إيجابية، إضافة للمساهمة في التعبير عن مشاعر الخوف والقلق والتعبير عن الانتظارات المتوقعة، عبر التعرف على هذه المخاوف وفحصها وعرضها على ميزان المنطق والحقيقة، وأخذ معلومات كافية عن أعراض القلق والتوتر، وكيف تترجم الى سلوكيات غير عادية. وأوصى المختص في الطب النفسي بالتدرب على تمارين الاسترخاء والتنفس العميق، ومشاهدة ذلك في فيديوهات على اليوتوب، فضلا عن محاولة الارتباط بصورة أقوى بقوة تشكل لك وتفسر لك معنى الحياة ومعنى الأحداث، التي تقع في العالم وتكون تقوية الروابط مع الله عز وجل من أهم الوسائل لتحقيق ذلك.