قالت جماعة العدل والاحسان إن "منع الاعتكاف دليل عملي على محاربة الدولة لإسلام فاعل يحيي القلوب ويعبئ الشعب ويشحذ الهمم صياغة لشخصية شاهدة بالقسط من أجل الانخراط الإيجابي في البناء تآمرا بالمعروف وتناهيا عن المنكر". وأوضحت الجماعة في افتتاحية نشرها موقع التنظيم الاسلامي "إن الدين لله تعالى، ولا حق لأحد نظاما أو هيئة أو جماعة في احتكاره، وحراسة الحقل الديني من الانحراف والفوضى من مهام الدولة، لكن دون وصاية أو تأميم للمساجد وتضييق على العلماء والوعاظ. وإلا فادعاء أن هيئة معينة العدل والإحسان تحديدا توظف الدين لاستمالة فئات واسعة توسيعا لقاعدتها ينطبق بالأحرى على النظام من خلال استبعاده العلماء والوعاظ الربانيين وتوظيف من احترفوا تسويق فهم محرف للإسلام ويشرعن للاستبداد. الاعتكاف كغيره من الحقوق لا يرخّص لممارسته، وإلا قد يأتي زمان والنظام يقتفي خطى نظام بنعلي الهارب تضحى فيه إقامة الصلاة في المسجد تتطلب إشعارا مسبقا وشهادة حسن السيرة ورخصة تتجدد: حسب تعبير جماعة العدل والاحسان. وأوردت الجماعة رأي معارضيها بالقول إن من قائل من يقول" هذه الاعتكافات الممنوعة غير بريئة، وتستغلها جماعة العدل والإحسان لجني مكاسب سياسية، فما الذي يمنع الوزارة الوصية من تنظيم الاعتكافات المسجدية وتوفر للشعب وأفواج شبابه التائب فرص الترقي الإيماني؟ أليس من صميم دولة دينها الإسلام أن تهيئ بيئة إيمانية تساعد الناس على الاستقامة والتبتل لربهم طمعا في العفو والعتق من النار، أم أن النظام يستكثر على أبناء الشعب ثواب ليلة خير من ألف شهر؟". وأشارت جماعة ياسين، وفق نفس المصادر، "لقد كان الأولى وانسجاما مع ادعاءات الخطاب الرسمي أن يكون الاعتكاف وقبله رمضان وسائر المحطات الخالدة في السيرة النبوية الشريفة وتاريخ الأمة المجيد مناسبة تتعبأ فيها الوزارة الوصية وشبكة مندوبياتها ومجالسها العلمية وجيش وعاظها ومرشديها ومرشداتها لتعبئة الشعب وتحريضه بالمعنى القرآني ليغنم مواسم الخير" وتساءلت في هذا الاتجاه "أين دور القطب الإعلامي بقنواته ومحطاته الإذاعية الممول من جيوب دافعي الضرائب ليرغب الشعب في التعرض لنفحات الله، أم أن وسائل الإعلام بحكم انتمائها لدار المخزن تستفرغ الجهد وتحصر وظيفتها في الدعاية الماكرة والمكثفة لمهرجانات الفاحشة: موازين نموذجا." وختمت الجماعة بخلاصة مفادها أن "الدولة بقرار منع الشعب من القيام بعباداته تضرب دستورها في الصميم وتطعن في ادعائها إسلامية الدولة، فهل يستقيم هذا الادعاء دون أن يكون للإسلام وجود وتجلي في مظاهر حياة المجتمع؟ وهل يستقيم ذلك ودين الله يحارب ويقصف صباح مساء مقابل تمكين سافر للفسوق والفحش والفساد؟ ما هذا التجزيء المقيت للدين: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . (سورة البقرة. الآية: 84). صدق الله العظيم.)