بلباسهم الأبيض المهني وزيهم العسكري يقفون جميعا في مواجهة أكبر جائحة عرفتها البشرية، ونال المغرب حظها منه، ألا وهي جائحة “كوفيد-19”. الممرض والطبيب من المستوصف إلى المركز الصحي ثم المستشفى المحلي فالمركز الاستشفائي الإقليمي أو الجهوي يتجند العشرات منهم لاستقبال أي حالة تفد عليهم ولو كانت مشتبها فيها، جميع الاحتياطات الوقائية والتدبيرية تتخذ، ولا مجال للتأخر أو الغيب عن العمل مهما كانت الظروف.
تقول ربيعة، وهي ممرضة بأحد المركز الاستشفائية، اشتغلت بمعية مجموعتي منذ يومين لمدة 36 ساعة من دون توقف، في كل لحظة نسمع فيها صفارات وإنذارات سيارات الإسعاف، يرتفع “الأدرينالين” لدينا، لأننا نحمل هما جماعيا يتزايد بحجم هاته الجائحة، وفي كل مرة نتيقظ ونتعبأ ونستنفر قوانا، مادام أن اللحظة تفرض ذلك. وتزيد موضحة: نحن اليوم أمام مسؤولية أكبر، لأن كل المغاربة ينتظروننا على مختلف مسؤولياتهم ومواقعهم لنتصدى لهاته الجائحة. وتؤكد ربيعة، التي قضت زهاء 32 عاما في المهنة، أنها إلى جانب الآلاف من الممرضين والممرضات والطبيبات والأطباء وأطر قطاع الصحة معبؤون، وأن سلاحنا الوحيد هو الوقاية والتقليل من الحركة، والحرص على التزام البيت بشكل أقصى، بحسب تعبيرها. وإلى جانب أصحاب البدلة البيضاء، يصطف الآلاف من رجال السلطة بزيهم العسكري والمدني بمعية عناصر الأمن والقوات المساعدة ومتطوعين مدنيين من أجل تنمية “التحسيس والتعبئة الجماعية بغرض بقاء كل مواطن مغربي في بيته، وعدم مغادرته إلا للضرورة القصوى”. يروي إبراهيم، وهو عون سلطة، أن السلطات شرعت منذ صباح اليوم الجمعة 20 مارس الجاري في مباشرة عمليات التحسيس والتواصل مع المواطنين في الشارع العام، في كل زقاق وحي وجماعة ومدينة. ومضى قائلا: على الجميع أن يتعبأ ويلبي نداء السلطات بمكوثه في بيته وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة، لأن في ذلك مصلحته ومصلحة أسرته والمواطنين جميعهم ويأتي مواصلة السلطات العمومية لهاته الحملات، ساعات قبل تنفيذها في الساعة السادسة من مساء اليوم الجمعة، من تنزيل تدابير وإجراءات الحضر الصحي في المنازل.