أكد وزير الخارجية والمغربي الطيب الفاسي الفهري أن الجولة الجديدة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء, التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي بمانهاست, كانت مناسبة لتقديم أفكار مجددة من شأنها بعث دينامية جديدة لمسار المفاوضات, تهم المسلسل التفاوضي ومساطره ومقارباته العملية, دون المساس بجوهر المقترح المغربي القائم على مفهوم وآليات الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية. ونقل عن الفاسي الفهري قوله في اجتماع حكومي مغربي، أن "الوفد المغربي أكد من جديد, ولو أن الأمر لا يحتاج إلى تأكيد, أن خيار الاستفتاء أضحى متجاوزا, كما أن فرضية الاستقلال تظل, بطبيعة الحال, غير واردة, جملة وتفصيلا". وسجل الفاسي الفهري أن المغرب أكد بقوة, بهذه المناسبة, تفاعله الإيجابي مع انتظارات هيئة الأممالمتحدة, من خلال تقديم مقترح الحكم الذاتي في نطاق السيادة الوطنية, باعتباره الحل الواقعي الوحيد, وإطارا جديا حظي بدعم دولي يتعاظم يوما عن يوم. من جهة أخرى اتهمت جبهة بوليساريو الثلاثاء مدريد بدعم المغرب في النزاع الدائر في الصحراء الغربية, حسب ما جاء في تصريح لوزير خارجية الجبهة محمد سالم ولد سالك وصلت نسخة منه الى وكالة فرانس برس. وقال إن "وزيرة الخارجية الاسبانية كثفت من التصريحات في موضوع الصحراء الغربية والتي تظهر بوضوح إن بلدها ابتعد كليا عن الدفاع عن الشرعية الدولية بدفاعها عن نظرية المحتل المغربي". وعرضت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث الاثنين مساعدة بلادها لحل النزاع في الصحراء الغربية, وذلك خلال لقاءين منفصلين مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وموفد المنظمة الدولية كريستوفر روس. وقالت إن بلادها تقترح أن يتم رفع "مجموعة أصدقاء الصحراء" في الأممالمتحدة إلى المستوى الوزاري, علما أنها حاليا على مستوى الخبراء. وأضاف ولد سالك إن الدولة الاسبانية "قوة استعمارية إدارية" لهذه المنطقة ومن ها المنطلق "هي المسؤولة عن المأساة التي يعيشها الشعب الصحراوي منذ العام 1975" تاريخ ضم المغرب للصحراء الغربية. وأوضح "يجب أن تؤمن اسبانيا بالتعاون مع الأممالمتحدة إنهاء استعمار الصحراء الغربية (...) والذي سيتحقق يوم يمارس شعب هذا البلد حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير". وأنهى المغرب وجبهة البوليساريو الأحد في مانهاست بضاحية نيويورك جولة خامسة من المحادثات غير الرسمية حول الصحراء الغربية من دون التوصل إلى نتيجة, وفق موفد الأممالمتحدة إلى المنطقة كريستوفر روس الذي قال "مع نهاية الاجتماع, استمر كل طرف في رفض اقتراح الطرف الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات المقبلة". وكان روس قد أعلن في ختام هذه الجولة أن الأطراف ستلتقي في مارس المقبل للتوسع في بحث "أفكار ملموسة".