قررت الحكومة الموريتانية، اليوم الجمعة، وقف جميع الرحلات السياحية الوافدة للبلد، بحسب ما أفادت به الوكالة الموريتانية للأنباء. وأوضح المصدر ذاته، أن “هذا القرار يدخل ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة في إطار الوقاية من وباء كرونا فيريس (كوفيد- 19).
وأضاف أن طائرة خاصة بدون ركاب ستحط يوم غد السبت في مدينة أطار (شمال) لتمكين مجموعة أولى من السياح الذين انقضت فترتهم من العودة إلى وطنهم، فيما سيتم إجلاء المجموعة المتبقية وفقا لجدولة زمنية عبر مطار نواكشوط الدولي. وكان وزير الصحة الموريتاني، محمد نذير حامد، قد أكد، في أعقاب اجتماع للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تفشي فيروس كورونا، أول أمس الأربعاء، خلو موريتانيا من أي إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19). وقال الوزير في تصريح صحفي إن الحكومة قامت بمواكبة هذا الوباء منذ الأيام الأولى لظهوره في الصين وتم تشكيل لجنة متعددة القطاعات لمتابعة الوضعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة القادمين، مضيفا أن اللجنة قامت بوضع مخطط استعجالي للتكفل بهذه الحالات واقتناء جميع الوسائل اللازمة للوقاية والتكفل بالمصابين. وكانت اللجنة قد عكفت خلال هذا الاجتماع على تدارس وضعية انتشار الفيروس عبر العالم، واستعراض الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى مختلف الدول والمنظمات الدولية المختصة للتصدي له. وشددت اللجنة على أنه بالرغم من عدم تسجيل أية حالة إصابة في موريتانيا حتى الآن، فإن الحكومة ماضية في تعزيز وتطوير التدابير الاحترازية اللازمة للوقاية من هذا الفيروس والاستعداد لأية حالة منه قد تظهر، في أي وقت من الأوقات، وذلك وفقا للسياسية الاستباقية التي تنتهجها حيال مختلف الأوضاع التي يمكن أن تؤثر سلبا على صحة المواطنين وسلامتهم وظروفهم الحياتية بشكل عام. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الموريتانية وضعت، في هذا السياق، خطة عمل متعددة الأبعاد تشارك في تنفيذها ومتابعتها كافة القطاعات الحكومية المعنية، وتعتمد على عدة محاور أساسية، تتعلق باليقظة الدائمة من أجل التمكن من الإنذار المبكر بكل حالة مشتبه فيها أو مصابة، والتكفل السريع بالحالات التي قد تظهر، ووضع فرق مراقبة مزودة بالوسائل المطلوبة على كافة مداخل البلاد البرية، والجوية والبحرية، وتوفير مخزون كاف من التجهيزات والمعدات والأدوية الضرورية، موزع على مختلف مناطق البلاد بما يضمن سرعة التدخل في كل نقطة من نقاط البلاد. كما تعتمد خطة العمل على التحضير المسبق لعدد كاف من الأسرة وأماكن الحجز الطبي للمصابين، وتعبئة وتكوين عدد كاف من أفراد الصحة على طرق الوقاية من هذا الفيروس ومعالجة المصابين به، والتحسيس المستمر والواسع عبر كافة الوسائط للمواطنين للتعريف بهذا الوباء وطرق الوقاية والعلاج منه، وكذا تعزيز التعاون والتنسيق مع شركاء موريتانيا في التنمية، بما يساعد في تعبئة الموارد المطلوبة لمواجهة هذا الوباء، والاستفادة من التجارب والخبرات المختلفة في هذا المجال. وقد أسندت إلى لجنة فنية مهمة متابعة هذه الخطة وتكييفها مع كل المستجدات، بما يحقق النجاعة المطلوبة والفعالية في مجال مواجهة هذا الفيروس وتسيير ما قد يترتب على انتشاره عبر العالم من آثار.