ابتداء من يوم الجمعة، سينضم الرياضيون المغاربة في لندن إلى رياضيين من جميع أنحاء العالم (بالنسبة لفريق كرة القدم سينضمون إليهم في كل من مدن مانشستر وجلاسجو ونيوكاسل) حيث ستعطى الانطلاقة لدورة الألعاب الأولمبية والبارلمبية لعام 2012. إننا في المملكة المتحدة فخورون بالترحيب بالمغرب والعالم أجمع في لندن كما أننا فخورون لأننا نتوقع أن يشاهد الألعاب الأولمبية عبر التلفاز أكثر من نصف سكان العالم. هذه فرصة فريدة من نوعها بالنسبة لبلدنا كما أنها أيضا لحظة خاصة بالنسبة للرياضة. كباقي مشجعي المغرب الآخرين، أنا أيضا أمل أن أرى الفريق الأولمبي المغربي يعود بعدد من الميداليات. نحن لدينا نفس الطموح في المملكة المتحدة حيث أننا نأمل أن نحقق نتائج أفضل من تلك التي حققناها في أولمبياد بكين، لكننا في الوقت ذاته ندرك أن الفوز ليس هو كل شيء كما أنه ليس الشيء الرئيسي في الألعاب الأولمبية، لأن جوهر الألعاب الأولمبية والبارلمبية هي القيم التي نتقاسمها ونعبر عنها من خلال الرياضة كالصدق والعمل الجاد واللعب النظيف والعمل الجماعي واحترام الآخرين – هذه هي رسالة الرياضة. خلال مقامي بالمغرب، تشرفت بالتعرف والعمل مع عدد كبير من الذين ينظمون ويشجعون الرياضة في المغرب كما تعرفت على عدد من الأبطال الكبار والكثير من الشباب والأطفال الذين يمارسون الرياضة باستمرار، كما أنني معجب كثيرا بالتزام وروح المبادرة لدى التي يبديها أولئك الذين يقودون أو ينظمون الأنشطة الرياضية في المجتمع. إضافة إلى هذا فقد شاهدت بطلين أولمبيين حاصلين على ميداليات ذهبية - نوال المتوكل وهشام الكروج - يشجعون الشباب على ممارسة الرياضة وشاهدت أيضا - وبفرحة عارمة – مجهودات البعض والتي تشجع وتعرف بالعديد من الألعاب الرياضية بما في ذلك لعبتان ترتبطان ارتباطا وثيقا ببلدي وهما الكريكيت والركببي، هذا فضلا على كرة القدم التي نتشاطر نفس الولع بها. إضافة إلى كل هذا، نظمنا في ابريل الماضي حفلا على شرف الرياضة المغربية بمقر السفارة البريطانية بالرباط احتفالا بتبقي 100 يوم على انطلاق أولمبياد لندن 2012، كما أسعدني حضور نشاط مجتمعي في الدارالبيضاء - "تابعوا النجوم الخضر" –الذي جمع مشجعي الرياضة من جميع أنحاء المدينة للقاء أبطالهم بما في ذلك لاعب كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز عادل تاعرابت. إن شعار دورة لندن 2012 هو "إلهام جيل" و قد تم العمل منذ اليوم الأول الذي حضيت لندن فيه بشرف استضافة الألعاب على جعل هذه الدورة تجربة فريدة ليس فقط للرياضيين المتأهلين، بل أيضا لإهام الشباب في لندن وباقي العالم للتشبع بقيم الرياضة. ومن خلال برنامج الإلهام العالميInternational Inspiration الذي يقوده دافيد بيكام ونخبة من الرياضيات والرياضيين البريطانيين، استفاد أكثر من 12 مليون رياضي ينتمون للطبقات الفقيرة من ممارسة رياضاتهم المفضلة؛ كما ستوضع البنيات والملاعب الرياضية رهن الساكنة المحلية من أجل دعم الرياضة بعد الألعاب الأولمبية. إن منطلق كل هذا هو أنه بمقدور الرياضة إغناء حياة الجميع وليس فقط النخبة القليلة التي بمقدورها تحقيق إنجازات رياضية كبرى. لقد أبان الرياضيون المغاربة انضباطا و تحملا للتأهل للألعاب الأولمبية والبارلمبية وهم الآن يشاركون في أكبر حدث رياضي عالمي والذي ستحتفل من خلاله 205 دولة بالقيم التي نشترك فيها جميعا من خلال الرياضة. من حق المغرب أن يفخر برياضييه المشاركين في هذه الألعاب وأتمنى أن يستمتع المغاربة بهذه اللحظات التاريخية، وحضا سعيدا للمغرب Allez Maroc . * السفير البريطاني بالمغرب