قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إن المغرب يتعرض لواحدة من أسوأ موجات الجفاف التي لم تعشها البلاد منذ عقود. وأوضحت الوكالة أن هذا الوضع مشابه أيضا لما تعيشه دول الجوار القريبة أي الجزائر وتونس.
وأشارت الوكالة أنه من السابق لأوانه التنبؤ بمدى تأثر موسم الحصاد هذه السنة بتداعيات الجفاف، لكن من المحتمل بعد شح الأمطار أن ينخفض الإنتاج عن العام السابق، مما سيجعل المنطقة وهي مشتر رئيسي للحبوب الأوروبية أكثر اعتمادا على الواردات. ونقلت الوكالة عن يوسف العلوي رئيس “الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية”، قوله إن “مشكلة نقص المياه في المغرب كبيرة، إذ ليس هناك أدنى شك في أن محصول القمح هذا العام سيكون أقل، مع وجود علامة استفهام كبيرة على جودته مقارنة بالعام الماضي.” وأبرز العلوي أن جودة المحاصيل تدهورت كثيراً لدرجة أن بعض الفلاحين المغاربة تركوا ماشيتهم ترعى على نباتات القمح والشعير بعد جفاف المراعي. من جهتها، قالت “مونيكا توتوفا” الخبيرة الاقتصادية في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ، إنه من المنتظر في الأسابيع المقبلة أن تساعد الأمطار التي ستهطل في كل من الجزائر وتونس في تحسن المحاصيل، لكن الأمل ضعيف في المغرب حيث الظروف أسوأ. وأكدت الوكالة أن تراجع محاصيل الحبوب هي ضربة لخطط المغرب في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر في السنوات الأخيرة بسبب قلة الأمطار، حيث توظف الفلاحة في البلد ما يقرب من 35 ٪ من القوى العاملة في البلاد وتساهم بنحو 12 ٪ في اقتصادها. وأشارت أن زيادة الطلب الخارجي سيكون خبراً جيداً لبلدان مثل فرنسا وأوكرانيا ، التي تعد دول شمال إفريقيا من زبنائها الرئيسيين، إذ من المتوقع أن ترتفع واردات المغرب من القمح بنسبة 29٪ إلى 4.8 مليون طن هذا الموسم ، وهو ثاني أعلى رقم قياسي بعد أن تسبب الجفاف في انخفاض المحصول في العام الماضي.