لا لتشغيل الأطفال ، نعم ... متفقون مع الذين وضعوا ترسانة قانونية لتجريم هذا " الفعل " .. لكن .. ما هو البديل ؟ في المغرب يتزايد عدد الأطفال المشردين المتواجدين خارج إطار التمدرس ، لكن أيضا بدون شغل ..وفي المغرب أيضا مواطنون ينامون تحت عتبة الفقر ، ولا معيل لهم سوى أطفالهم الذين يعملون في ورشات أو " يتاجرون " في سلع توفر لهم ولعائلاتهم كسرة خبز وإبريق شاي .. فهل نتركهم يجوعون تحت طائلة قانون .. يجرم تشغيل الأطفال ..؟ في الأحياء الشعبية المتواجدة في القاع لا يتذوق مواطنوها اللحم سوى مرة كل سنة ولا يفرقون بين طعم التفاح و البطاطس في هذ ه الأحياء يدور صراع يومي بحثا عن لقمة عيش يشارك فيه الجميع ، لا فرق بين الرجل و المرأة ... أو الطفل و الطفلة ، و إذا خرج أحدهم عن دائرة هذا الصراع يختل توازن العائلة ... العائلة في هذه الأحياء تقسم الأدوار بين أفرادها .. الأب بائع متجول و الأم تعمل بهمة ونشاط في معمل الإنجاب كناشطة معارضة لتحديد النسل ، والأطفال عليهم البحث عن مصدر رزق .. يجنبهم طريق الانحراف الذي يقود إلى ما نعانيه اليوم من جرائم متنوعة أبطالها أطفال لم يتعلموا ولم يسمح لهم بقوة القانون أن يشتغلوا .. ماذا لو أن طفلا في الرابعة عشر من عمره دفعته الظروف القاهرة إلى امتهان حرفة داخل ورش ميكانيكي مقابل أجر زهيد ؟ هل نرفع في وجهه علامة " قف " باسم القانون أم نفسح له المجال ليصبح غدا رجلا متخصصا في صناعة يحتاجها الغير ..؟ سيقول البعض إن عندنا مراكز للتكوين المهني ، لكن هل هذه المراكز في متناول كل من ينتسب إلى أحزمة الفقر ؟ لكن مهما تضاربت لآراء أو تطابقت فإن الأهم هو البحث عن حل لرجال الغد ، فإما أن نجد وسيلة لتعليمهم أو أن نبحث عن " ثغرة قانونية تبيح لهم دخول ميدان الشغل بشروط .. أما ماعدا ذلك فمن المستحيل أن يستقيم الظل و العود أعوج . مرة أخرى نؤكد أننا ضد تشغيل الأطفال لكن في نفس الوقت نتساءل عن البديل ...