أفادت مصادر مطلعة أن سوق المستلزمات الطبية بالمغرب، عرفت ، خلال الآونة الأخيرة، مضاربات واسعة تمثلت في عمليات تصدير مكثفة للأقنعة الطبية باتجاه الدول المهددة بالإصابة بفيروس كورونا، مسجلة أن هذا السلوك بات يهدد مخزون المغرب من الأقنعة الطبية. وأكدت المصادر ذاتها أن شركة جمعت آلاف الوحدات من الأقنعة الطبية من السوق المغربية، بالتزامن مع بدء تفشي فيروس كورونا المستجد، وقامت بشحنها في حاوية لنقل البضائع توجهت إلى فرنسا، يوم الاثنين 10 فبراير 2020، محذرة من تأثير هذه العمليات التصديرية على الأمن الصحي للمغاربة في ظل تسجيل إصابات بالفيروس بالعديد من الدول القريبة.
وأضافت المصادر أن دولا منتجة ومصدرة للأقنعة الطبية على غرار الصين وتركيا ومصر وماليزيا أوقفت جميع عمليات تصدير الأقنعة الطبية إلى الخارج حفاظا على أمنها الصحي من خطر انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بأكثر من 2000 شخص أغلبهم في الصين. وكشفت جريدة “ليكونوميست”، في عددها اليوم الأربعاء 26 فبراير الجاري، حدوث عملية عكسية فيما يخص استيراد وتصدير الأقنعة الطبية، مشيرة إلى أن الوحدات التي استوردها المغرب السنة الماضية، وهي تشكل النصيب الأكبر من الأقنعة المتوفرة، نظرا إلى أن المغرب لا ينتج سوى ما بين 15 إلى 20 في المائة منها، فإنه قد تم إعادة جمعها بهدف تحويلها إلى التصدير باتجاه الخارج، خصوصا بعد الحملة التي أطلقتها السلطات الصينية لاستيراد هذه الأقنعة للوقاية وللحد من انتشار فيروس كورونا. وشددت الجريدة أن هذه العملية المعاكسة سوف تنعكس على الأثمنة التي تباع بها الأقنعة الطبية بالسوق المغربي، إذ في الوقت الذي تتراوح فيه ما بين 2 و7 دراهم بحسب الجودة، فإنه تم شراؤها بأكثر من 10 دراهم من طرف تجار مغاربة لتحويلها إلى السوق الصينية، وهو ما سوف يترجم بازدياد ثمنها على مستوى نقط البيع بالمغرب في حال تم التهافت على اقتناءها من طرف المواطنين. من جهته، قال رئيس الجمعية المغربية لمهنيي المستلزمات الطبية أنور يديني، في تصريح لموقع “لكم”، إن المغرب لا يتوفر على مخزون من شأنه تغطية حاجته في حال إذا ما ارتفع الطلب على الأقنعة الطبية، مشددا بأنه مخزون “غير كاف نهائيا”. وسجل رئيس الجمعية المغربية لمهني المستلزمات الطبية أن عدم التوفر على مخزون كاف من الأقنعة الطبية يرجع إلى أن المغرب لا يتوفر سوى على مصنع واحد مخصص للإنتاج المحلي لهذه الأقنعة، فيما أغلبية الوحدات المتوفرة من الأقنعة الطبية يتم استيرادها من الخارج، مؤكدا في نفس الوقت حصول نقص في تزويد السوق المحلي جراء عمليات تصدير الأقنعة الطبية باتجاه الخارج. وعما قد يشكله تهديد عدم التوفر على مخزون كاف من الأقنعة الطبية بالنسبة للأمن الصحي للمواطنين، أكد يديني أن هذه الأقنعة لا تعني أن من شأنها الوقاية من خطر التعرض لعدوى الفيروس بشكل كامل، مبرزا بأنها ليست حلا ناجعا على نحو تام للوقاية من الفيروس.