تعكف وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء و وادي الذهب هذه الأيام على إعداد مشروع للمخطط المديري للموارد المائية بجهة الساقية الحمراء و وادي الذهب و الذي ستتم المصادقة عليه في أفق إعداد المخطط الوطني للموارد المائية على مستوى المملكة سنة 2013 ، و الذي يهدف إلى تحديد استراتيجية وطنية متكاملة في الأجل المتوسط و البعيد لتنمية الموارد المائية. الداخلة التي تتربع على فرشة أحفورية غير متجددة بمساحة تقدر ب:142865 كلمتر مربع، يصل استهلاك الساكنة منها حسب إحصائيات المكتب الوطني للماء ما يقدر ب:3,5 مليون متر مكعب بالنسبة للداخلة و 630 متر مكعب في اليوم بالنسبة لأوسرد، هذه المياه يتم جلبها بالكامل من الفرشة المائية العميقة. الداخلة التي تعرف في السنوات الأخير فلاحة ناشئة قدرت حسب إحصاءات رسمية لسنة 2008 ب:391 هكتار هي الأعلى على مستوى الأقاليم الصحراوية. و تحتاج هذه الأراضي المسقية مائة بالمائة من الفرشة المائية العميقة إلى ما يناهز 6,22 مليون متر مكعب. و ينتظر أن تسجل الداخلة عجزا مائيا في أفق سنة 2030 يقدر ب:19,9 مليون متر مكعب ،مما يطرح أكثر من علامة استفهام و يستدعي تدخلا عاجلا بسبب تهديد المدينة جراء الاستغلال المفرط للفرشة المائية بثلاث احتمالات كلها خطيرة، ويتعلق الأمر بالعطش، وتسرب مياه البحر إلى الخليج، وانخفاض شبه جزيرة الداخلة عن مستوى البحر و هو الاحتمال الأخطر. و للخروج من هذا المأزق فقد اقترح المخطط المديري الأخذ بأحد الاحتمالات أو الخيارات الثلاث التالية، وهي المحافظة على نفس مستوى الاستغلال الحالي دون زيادة المساحات المسقية الحالية، بمعنى آخر شرعنة الضيعات الفلاحية الحالية، والرفع من المساحة المسقية ب: 500 هكتار على مدى 5 سنوات، والرفع من المساحة المسقية ب: 1200 هكتار على مدى 12 سنة. و قد اقترح المخطط المديري إعطاء الأولوية لاستغلال الفرشة المائية من أجل الماء الشروب، و توقيف كل استغلال للفرشة المائية للاستعمال الفلاحي خلال الخمس سنوات القادمة، و ذلك من أجل وضع تقييم موضوعي ذي مصداقية لحالة الفرشة المائية. كما أكد المخطط المديري على ضرورة تقوية نظام المراقبة و التنظيم من خلال القيام بوضع عدادات و وحدات قياس الضخ، و قياس مستوى مياه الفرشة المائية المستغلة بكثرة. كما شدد على ضرورة التعجيل بإنجاز محطة معالجة المياه العادمة بالداخلة، حيث تقدر كمية التصريفات السائلة للمياه العادمة على مستوى الحوض المائي للساقية الحمراء و وادي الذهب ككل 9 مليون متر مكعب و ينتظر أن تصل إلى 19 مليون متر مكعب في أفق سنة 2030. و كان أحد أعضاء المجلس الاداري لوكالة الحوض المائية لجهة الساقية الحمراء و وادي الذهب خلال اجتماعها الأخير قد قدم جملة من المقترحات العملية تروم ترشيد و عقلنة استغلال المياه بشكل مستديم ، و كانت مداخلته سببا في إيقاف الترخيص لبعض المشاريع الاستثمارية الفلاحية العالقة بسبب مشاكل الفرشة المائية. حيث تضغط بعض اللوبيات النافذة من داخل الوكالة لاعتمادها غير عابئة بالضغط الذي تتعرض له الفرشة المائية و ما يطرحه ذلك من تهديد لمستقبل الأجيال القادمة. و في نفس السياق دائما عبرت فعاليات مدنية بالداخلة و جمعيات مهتمة بالمحافظة على البيئة عن قلقها الكبير إزاء التهديدات المحتملة على الفرشة المائية ، و دعت إلى ضرورة الأخذ بالاقتراح الأول المعتمد من طرف المخطط المديري لأنه يشكل الحل الأنسب في الوقت الراهن.