نظمت اليوم الخميس التنسيقية الوطنية لمسيري الوكالات البريدية وقفة احتجاجية، عبرت خلالها عن مطالبها، ورفعت شعارات من قبيل “واك واك على شوهة.. التنمية البشرية و10 آلاف شهرية”. وقالت “مليكة زكرياء” مسيرة وكالة ل”بريد المغرب” لموقع “لكم”، “منذ 20 سنة ونحن نتقاضى 500 درهم، وهو المبلغ الذي لا يعطيه حتى موظف سام لابنه في اليوم، ونحن نتقاضاه شهريا، وهذا عيب، نحن لا نطالب بما هو غير قانوني، إذ نشتغل مثل الجميع 8 ساعات يوميا، ومع ذلك نتقاضى حوالي 15 درهما في اليوم”، متسائلة عما يمكن أن يوفره هذا المبلغ “خاصة وأننا نتواجد في الجبال والمناطق الوعرة، ووصلنا لسن أصبحت فيه أجسامنا مليئة بالأمراض”.
وأضافت المتحدثة أن مطالبهم لا تخرج عن “الإنصاف وإعطائهم حقوقهم كمغاربة”. ومن جانبه، قال “الأديب الهادي”، الكاتب الوطني للتنسيقية الوطنية لمسيري الوكالات البريدية، لموقع “لكم”: “تقريبا لمدة 30 سنة ونحن نعيش هذا الوضع الكارثي، ولا نعرف السبب الرئيس لرفض الوزارة فتح حوار معنا، الدولة المغربية تؤمن بالحوار وبالنقاش والتفاوض، وبريد المغرب عكس هذا التوجه، إذ هناك لا مبالاة و”حكرة” وعنصرية”. وأضاف المتحدث أن معاناة الوكلاتيين كثيرة، “ونتقاضى 500 درهم شهريا، وهو مبلغ نعجز عن وصفه أو تحليله في مغرب يتحدث عن نموذج تنموي جديد، وعن التنمية البشرية، وشعارات أخرى للاستهلاك الإعلامي ليس إلا”. وفي نفس السياق، قالت “كبيرة منياني”، نائبة المنسق الوطني لمسيري الوكالات البريدية بالعالم القروي: “معنا مسنون تعدوا من العمر 70سنة، ولازالوا يشتغلون ب500 درهم، وهذا حيف وظلم وعنف تمارسه علينا إدارة بريد المغرب”. ولفتت نائبة المنسق الوطني إلى أن “هناك من لم يجدوا المال لتدريس أبنائهم، ما تسبب لهم في الهدر المدرسي، كما كانت هناك نتائج جد سيئة، لها عواقب على عائلات الوكلاتيين وأبنائهم”. ومن جهتها، أعلنت الجامعة المغربية للبريد، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب “عن دعمها ومساندتها للتنسيقية الوطنية لمسيري الوكالات البريدية بالعالم القروي في برنامجها الاحتجاجي الجديد، والذي ينطلق بإضراب وطني واعتصام بالرباط أيام 19، 20، 21 فبراير الجاري، مع وقفات احتجاجية بلبس الخيش أمام مقر الإدارة العامة لبريد المغرب ومقر الوزارة الوصية”. واعتبرت الجامعة في بيان لها أن “هذه المحطة النضالية انطلاقة جديدة لتحريك عجلة النضال وتذكير الإدارة العامة لبريد المغرب، والجهات المسؤولة التي يهمها الأمر، بتسوية الملف والتسريع في إيجاد حلول مناسبة ومنصفة لمشكلة “الوكلالتيين” التي ما عاد التستر عليها ولا تضليل الرأي العام عن جوهرها الاستغلالي البشع، ولا المغالطات والتعتيم الإعلامي حولها ينفع لتغطيتها وطمسها، حيث صارت تعتبر وصمة عار على جبين إدارة بريد المغرب والدولة المغربية”. وعبرت الجامعة عن استنكارها وشجبها “لما تقوم به بعض الجهات النافذة من محاولة عرقلة المجهودات التي تبذل من أجل الطي النهائي لهذا الملف الشائك، وهي الجهات التي يفترض فيها أن تدافع عن المظلومين والضعفاء، وتسعى إلى الإنصاف ورفع الحيف والتهميش عن هذه الفئة من أبناء الوطن المحرومين قسراً من أبسط الحقوق في العيش الكريم، خاصة وأن مطالبهم معقولة وبسيطة جدا، وتتلخص في الحد الأدنى للأجر مع التغطية الصحية والضمان الاجتماعي”. وأضاف البيان “إننا في الجامعة المغربية للبريد، نؤكد لإخواننا “الوكالاتيين” أننا دائما معهم متضامنون وبجنبهم مناضلون، ونحن لن نتراجع ولن نستكين، رغم استعلاء الإدارة وتعنتها ونهجها لسياسة صم الآذان، وقطع الطريق على الشرفاء بإيعاز من خصوم الشغيلة المقهورة، واللعب على مرور الوقت، لتيئيس المناضلين وإفشال قضاياهم النضالية ومطالبهم الحقوقية، ولن يهنأ لنا بال حتى نحقق لهم ولسائر الشغيلة البريدية ما نرجوه من عز وكرامة ورد للاعتبار”. وختم البيان بدعوة “كل الوكالاتيين والوكالاتيات لتلبية نداء إخوانهم المرابطين في التنسيقية الوطنية لمسيري الوكالات البريدية من كل أرجاء البلاد، لجعل هذه المحطة النضالية معركة الصمود والاستمرار حتى تحقيق الانتصار”.