قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي،كريستالينا جيورجييفا، أمس الأربعاء بالرباط، إن الصندوق “معجب” بإصرار المغرب على مواصلة إصلاحاته المهيكلة. وقالت جيورجييفا في تصريح للصحافة عقب مباحثات مع وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الادارة، محمد بنشعبون، “لقد أعجبنا بإصرار المغرب على متابعة إصلاحاته المهيكلة الكبرى ليتمكن اقتصاده من الاستجابة لتطلعات الشعب المغربي”.
وبعد أن وصفت الشراكة بين صندوق النقد الدولي والمغرب ب “المتينة”، أضافت جيورجييفا أن صندوق النقد الدولي انخرط منذ سنوات في تقديم تحليلات تقنية يمكن أن تفيد صناع القرار في المغرب. من جهته، قال بنشعبون في تصريح مماثل إن لقاءه بجيورجييفا التي تقوم بأول زيارة لها منذ توليها قيادة صندوق النقد الدولي في أكتوبر المنصرم، شكل مناسبة لمناقشة قضايا ثنائية تهم المغرب والصندوق. وأبرز بنشعبون أن دورة 2021 للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي كانت من ضمن النقط التي تم التطرق إليها خلال جلسة العمل هذه، مضيفا أن هذا الحدث يتيح فرصة للمغرب لإبراز الإصلاحات التي قام بها. وأضاف أنه تم التطرق أيضا للمادة الرابعة لصندوق النقد الدولي التي تنص على استعراض جميع ما يتعلق بالمؤشرات الماكرو-اقتصادية للبلاد وجميع الإصلاحات الهيكيلية التي قامت بها المملكة قصد التحكم في المالية العمومية. وأشار الوزير إلى أن صندوق النقد الدولي يصدر بشكل منتظم مذكرات تبرز أن المغرب يسير بثبات في الاتجاه الصحيح، لاسيما ما يتعلق بالقدرة على تحمل الديون. وأبرز أنه منذ سنة 2012، يجدد المغرب خط الوقاية والسيولة، مبرزا أن هذا الخط البالغة قيمته ثلاثة ملايير دولار إلى اليوم، والذي يبلغ نهايته في نهاية 2020، يشكل ضمانا إضافيا يمكن البلد من مواجهة الصدمات الخارجية. وأضاف بنشعبون أن هذا الخط الذي لا يعتزم المغرب استغلاله مطلقا، مكن من جعل المانحين الرئيسيين على المستوى الدولي يثقون في البلد. وقال بنشعبون إنه “ناقشنا أيضا قضايا تتعلق بالمسيرة التنموية للمغرب”، مشيرا في هذا الصدد إلى النموذج التنموي بالبلاد الذي “أعطى نتائج إيجابية خلال العقدين الأخيرين، والذي تتم مراجعته بتعليمات من الملك”.