غادر القائد العسكري الليبي خليفة حفتر العاصمة الروسية موسكو دون أن يوقع اتفاق وقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا. ويأتي ذلك بعد يوم من جهود دبلوماسية مكثفة، في إطار وساطة روسية تركية، تهدف إلى إقناع طرفي الصراع الليبي بقبول هدنة بين الجانبين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين إن حكومة فايز السراج، المعترف بها دوليا، وقعت على الاتفاق، لكن حفتر طلب المزيد من الوقت للنظر في المقترح. وصباح الثلاثاء، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن حفتر غادر روسيا دون توقيع الاتفاق. وتشن القوات الموالية لحفتر، المدعوم من مصر وروسيا، منذ أشهر عملية عسكرية من أجل السيطرة على طرابلس، حيث مقر حكومة السراج، الذي تدعمه تركيا. وبدأت هدنة بين الجانبين منتصف ليلة الأحد، لكن كل طرف يتهم الآخر بخرقها. وكان يفترض أن يوقع السراج وحفتر على بنود اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو. وقالت قوات موالية لحفتر، عبر صفحتها على موقع فيسبوك: “مستعدون وكلنا إصرار على النصر”، وفقا لوكالة رويترز. ونقلت الوكالة عن موقع مرتبط بقوات حفتر أنه لن يوقع اتفاق وقف إطلاق النار. وسيطرت قوات حفتر، المتمركزة في شرق البلاد، منذ نحو أسبوع على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية. وتعاني ليبيا من فوضى سياسية وأمنية منذ اندلاع انتفاضة شعبية عام 2011، أسفرت عن مقتل الزعيم معمر القذافي الذي حكم البلاد لفترة طويلة. ومنذ بدء الهجوم على طرابلس، قُتل أكثر من 280 مدنيا وحوالي ألفي مقاتل، ونزح نحو 146 ألف ليبي، وفقا للأمم المتحدة.