روى والد وشقيقة التلميذ “حمزة اسباعر” الذي تم الحكم عليه بأربع سنوات سجنا نافذا بسبب أغنية للراب ل “لكم” تفاصيل اعتقال ومحاكمة ابنهم. وقال والد اسباعر إنه ابنه توجه يوم السبت 28 دجنبر 2019 من مكان إقامته بمدينة المرسى إلى مدينة العيون التي تبعد عنها بحوالي 30 كلم، لمتابعة إحدى مقابلات كرة القدم على الساعة الثانية بعد الزوال.
وأضاف والد حمزة، أن الجمهور طلب منه غناء الأغنية التي نشرها على قناته في اليوتويوب تحت اسم “فهمنا”، وبالفعل هذا ما قام به ليتم اعتقاله عشية ذلك اليوم. وأشار أنه لم يعلم بخبر اعتقال ابنه إلا في الساعة 11 ليلا من ليلة السبت، حيث توجه بعدها مباشرة إلى مخفر الشرطة بالعيون لمعرفة تفاصيل الأمر. وأوضح والد حمزة اسباعر أن عناصر الشرطة أخبروه في بداية الأمر أن ابنه اعتقل بسبب الشغب، وأنه غالبا سيمضي نهاية الأسبوع في المخفر وسيتم إطلاق سراحه من قبل وكيل الملك يوم الاثنين. وبالفعل، يضيف والد حمزة فقد تم عرضه على قاضي التحقيق يوم الاثنين وجرى التحقيق معه لمدة ثلاث ساعات، وفي يوم الثلاثاء حددت أولى جلسات محاكمته، وكانت الجلسة الأولى والأخيرة حيث تم الحكم عليه بأربع سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم. وأكد والد حمزة وهو عنصر متقاعد في القوات المساعدة، وأب لخمسة أولاد، أنه أصيب بصدمة كبيرة بعد سماعه للخبر، فكيف يعقل أن يصدر القضاء حكما قاسيا على ابنه الذي لم يتجاوز 19 سنة من عمره، والذي يشهد القاصي والداني على تربيته الحسنة ودماثة خلقه، يضاف إليها أنه تلميذ في السنة ثانية باكلوريا، وسيضع سنة مهمة في حياته الدراسية.
وشدد نفس المتحدث أن صحته تدهورت بشكل كبير بعدما وقع لابنه ما واقع، خاصة أنه مصاب بالسكري، حيث لم يكن يتوقع أن يحصل لابنه هذا، فقد أسس كباقي أصدقائه قناة على اليوتيوب لم يكن يتابعه فيها سوى 145 شخصا، قبل أن يرتفع الرقم بعد اعتقاله. وتابع والد حمزة كلامه بالقول :” ابني مظلوم ولا يعقل أنه بكلمات بسيطة يضع في السجن مثله مثل المجرمين، هذا لا يبشر بالخير”. وأشار نفس المصدر أن أنه لم يرى ابنه على الإطلاق منذ دخوله إلى السجن، وأنه يتمنى تصحيح الحكم وإطلاق سراحه في المرحلة الاستئنافية التي ستنطلق يوم الخميس المقبل. من جهتها، قالت منال اسباعر شقيقة حمزة، إن النيابة العامة وجهت لشقيقها تهمة المس بالمقدسات. وأبرزت أنهم لم يتمكنوا من رؤية ابنهم في مرحلة الحراسة النظرية، وكان عندهم أمل كبير أن يطلق وكيل الملك سراحه، بعد أن تم اعتقاله من قبل عناصر “الديستي” من داخل ملعب لكرة القدم. وأشارت منال أنها التقت بشقيقها لبرهة قصيرة قبل تقديمه إلى قاضي التحقيق وأنه عانقها وبدأ بالبكاء، والترديد بأنه مظلوم ولم يقم بأي شيء يخرق القانون. وأكدت منال التي حضرت في جلسة النطق بالحكم في حق أخيها، أنه حتى في أسوأ الأحوال لم تكن العائلة تتوقع أن يصدر هذا الحكم القاسي في حق حمزة. وأوضحت منال التي روت ل “لكم” قصة شققيها وهي تبكي بحرقة، أن حمزة تلقى الحكم الصادر عليه بصدمة كبيرة حيث بدأ بالبكاء والصراخ واستعطاف القاضي، لكن هذا الأخير رد عليه بالقول ” أنت سبيت الملك، والملك هو من يملك حق العفو عنك”. وشددت منال التي تولت تربية أخيها حمزة منذ كان في عمر 9 سنوات بعد وفاة أمه، أن شقيقها كان محبا للكتابة، وأسس قناة على اليوتيوب كان يكتب وينشر فيها الأغاني، وأنه يستحيل أن يتجرأ على سب الملك أو المؤسسات، وأنه هو بنفسه صدم من التهمة الموجهة إليه. وقالت منال إنه في إحدى زياراتها لحمزة في السجن رأت العديد من الكدمات والردود على جسده، وعندما سألته أخبرها أنه هو من قام بتعنيف نفسه، بل أنه أقدم على محاولة انتحار. وطلبت منال من الرأي العام المغربي ومن المنظمات الحقوقية الوقوف مع شقيقها ومساندته، في مرحلة محاكمته استئنافيا، والتي ستبدأ يوم الخميس المقبل.