منذ هروبه ليلا من قصر قرطاج الرئاسي في تونس، والرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يقيم في قصر فخم خصصته له الأسرة الملكية الحاكمة في السعودية. وهو عبارة عن قصر ملكي كانت تخصصه الأسرة الملكية الحاكمة لضيوفها الكبار. وقد سبق لهذا القصر أن استضاف الكثير من الرؤساء المطاح بهم، ويعتقد أن الرئيس بن علي وأسرته سيتحذونه ملجأ لهم قبل سفرهم المحتمل إلى ليبيا التي كان زعيمها العقيد معمر القذافي، الوحيد من رؤساء الدول الذي عبر صراحة وعلانية عن تضامنه مع دكتاتور تونس السابق في محنته الحالية. وحسب مصادر مطلعة فإن طائرة الرئيس التونسي حلت ليلة سقوطه في ساعة متأخرة من توقيت السعودية، نحو الثالثة صباحا بمطار جدة السعودية، وقضى ليلته الأولى هو وستة من أفراد أسرته بقصر الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي قبل أن ينتقل إلى قصر الضيافة على شاطئ البحر الأحمر. وخلف أسوار القصر العالية يقضي بن علي أيامه الرتيبة هو وأفراد أسرته داخل قصر فخم بني من الرخام الأبيض له سبعة أبواب وتحت حراسة دائمة من قبل الحرس الوطني السعودي، وداخل القصر يعيش معه العديد من الخدم الذين وفرتهم له الأسرة الحاكمة السعودية، شرط أن لايمارس أي عمل سياسي من داخل التراب السعودي. ويعود الفضل في لجوء بن علي إلى السعودية، إلى علاقاته مع الامير نايف بين عبد العزيز، الأمير القوي داخل الأسرة الحاكمة في السعودية والذي يشغل منصب وزيرالداخلية. وتربط بن علي بالأمير نايف علاقات صداقة منذ عام 1980 عندما كان بن علي وزيرا للداخلية في تونس، وعندما تولى الرآسة عقب إنقلاب طبي ضد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، أصبح الأمير نايف يتردد كثيرا على زيارة تونس للسياحة والإستجمام وكان يقوم رفقة بن علي برحالات صيد في الصحراء التونسية. ورغم هذه الصداقة التي تربط الدكتاتور المطاح به بأحد أقطاب الحكم في السعودية، إلا أن المراقبين لايتوقعون أن تطول إقامته في أرض الحرمين أمام وجود استياء عارم غير معبر عنه وسط ساكنة السعودية الذين يصعب عليهم التعبير عن آرائهم بحرية. كما أن نمط العيش في بلد متشدد مثل السعودية قد لايناسب حياة الرفاهية التي تعودتها زوجة بن علي وبناته. لذلك توقعت مصادر سعودية أن يرحل الرئيس المطاح به من بلاد الحرمين قبل حلول الصيف المقبل. من جهة أخرى فقد سبق أن أقام في نفس القصر رئيس وزراء الباكستان السابق نواز شريف بعد الإطاحة به من قبل الجنرال برفيز مشرف. كما سبق أن قام في نفس القصر نهاية السبعينات الدكتاتور الإفريقي عيدي أمين. خلف أسوار هذا القصر يقيم بن علي وأسرته