وصفت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي بالجزائر)، الإثنين، أول خطاب للرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، بأنه “جامع ويساعد على تخفيف التوتر” في البلاد، إلا أنها اعتبرت أن ما يجري على أرض الواقع سيحكم على صدقيته. جاء ذلك في بيان للحركة توج اجتماعا لمكتبها التنفيذي وتضمن رد فعلها حول انتخابات الرئاسة التي جرت الخميس، وأفرزت فوز عبد المجيد تبون من الجولة الأولى بنسبة 58.15 بالمائة من الأصوات.
وقالت الحركة، إن “هذا الاقتراع جرى في ظروف صعبة وحساسة شهدت انقساما حادا بين رافض ومؤيد بشكل غير مسبوق من شأنه أن يهدد الانسجام الاجتماعي ووحدة الشعب الجزائري”. وأضافت أن خطاب تبون عقب فوزه كان “خطابا جامعا يساعد على التخفيف من التوتر ويفتح آفاق الحوار والتوافق، ولكنه ينبه بأن الجزائريين قد سبق لهم أن سمعوا من الحكام خطبا مماثلة تجسّدَ عكسُها على أرض الواقع”. وتابعت: “الحركة إذ لا تستبق المستقبل بسوء الظن ستكون حذرة وستحكم في ممارستها السياسية ومواقفها التي يخولها لها القانون على الوقائع الفعلية في الميدان خدمة للمصلحة العامة”. واعتبرت “مجتمع السلم”، أن “استمرار الحراك الشعبي، ضمن سمته السلمي، بعيدا عن الشحن والخصومات، وبشعاراته الجامعة بعيدا عن الاستقطاب والاختراقات الآثمة من كل الجهات والأجنحة، هو الضامن الوحيد في نجاح الحوار وفتح آفاق مستقبل آمن وزاهر للجزائر والجزائريين”. وأعلن تبون، في أول خطاب له بعد إعلان نتائج الانتخابات الجمعة، أنه “يمد يده للحراك الشعبي للحوار سواء مباشرة أو عبر ممثليه”. كما تعهد “بتغيير عميق للدستور وقانون الانتخاب عبر حوار مع كافة أطياف الطبقة السياسية”. وأعلنت السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر، الجمعة، فوز رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، في انتخابات الرئاسة من الجولة الأولى، بنسبة 58.15 بالمئة من الأصوات، متجاوزا منافسيه الأربعة. وقدم تبون، خلال حملته الانتخابية، برنامجا يحوي 54 تعهدا، وتعهد بمواصلة مكافحة الفساد الذي شهدته البلاد خلال المرحلة القادمة. وصوت في هذه الانتخابات نحو 10 ملايين ناخب من أصل 24.5 مليون مسجل في القوائم الانتخابية. وتعيش الجزائر منذ 22 فبراير الماضي، أزمة سياسية معقدة، ومسيرات شعبية مستمرة كل أيام الجمعة والثلاثاء تطالب بالتغيير الجذري للنظام.