بعدما وصل فريق المغرب التطواني للفوز بلقب البطولة المغربية لكرة القدم في نسختها "الاحترافية"، تفاعل الجمهور المغربي بشكل إيجابي مع هذا الإنجاز التاريخي لفريق الحمامة البيضاء الذي يستحق كلّ الإشادة و التنويه لما قدّمه من كرة جميلة هذا الموسم رفقة مدربه الخلوق عزيز العامري، الذي انتظر طويلا ليفوز بأوّل بطولة له في الدوري المغربي. لكن وفي خضم الاحتفال والفرحة التطوانية التي واكبتها تحية رياضية جماعية من الجماهير المغربية، وفي غمرة مئات التعاليق والاجتهادات في التحليل التي يتداولها جمهور الكرة على نطاق واسع في البلاد عبر المواقع الاجتماعية و المنتديات والمقاهي وحلقات أبناء الحيّ الواحد... ظهر صوت بل أصوات تستنكر وتندّد غاضبة.. فماذا هناك يا ترى !!! إليكم الحكاية... بعد نهاية مباراة المغرب التطواني والفتح الرباطي في ملعب هذا الأخير ضمن الجولة 30 من البطولة "الاحترافية"، وهو الفوز الذي وضع التطواني في صدارة الترتيب ليتوج بطلاً للمغرب... ظلّ الجميع يترقب بشغف لحظة صعود الأبطال على المنصة لحمل درع البطولة و"الشيك"، و هنا انفجرت القصة... كان وزير الشباب والرياضة محمد أوزين سعيداً وهو واقف على المنصة في انتظار الأبطال لتسليمهم الدرع و"الشيك".. وقف إلى جانبه عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني وقد بدى مزهواً بالانتصار على فريق رئيس الجامعة في عقر الدار.. رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري الذي كان غائباً حينها على أية حال. على العموم مرّت الدقائق و لم يطُل الانتظار، حتى صعد قيدوم لاعبي تطوان مصطفى الحدّاد ليتقاسم المنصة مع "المسؤولين" ويحمل درع البطولة.. ألف مبروك لتطوان. البطولة هاد العام تطوانية.. لكن فجأة ومن حيث لا ندري خرج "الشيك".. إنّه شيك من الجامعة لبطل الدوري مقابل التتويج. و على الشيك و بالخط العريض كتب "300 مليون سنتيم".. ههههه فرحانين.. المغرب التطواني.. "عام من الطلوع و النزول" مقابل راتب غيريتس في شهر واحد. لقد ظلّ فريق المغرب التطواني يصارع طيلة موسم بكامله، لاعبون وتقنيون ومسيرون.. من أجل الحصول في نهاية المطاف على مبلغ 3 ملايين درهم مغربي، و هو مبلغ قد لا ينفع الفريق في جلب لاعب واحد من نجوم البطولة. لدينا نحن الصحافيين كان الأمر معروفاً من البداية. لكن السواد الأعظم من الجمهور لم ينتبه ل"حجم" الجائزة إلاّ بعد انقضاء البطولة. و لأنّ الشعب المغربي. شعب نكتة و نقد.. فقد انطلقت التعاليق كالمطر تتوالى عبر صفحات الفيسبوك. فالفيسبوكيون المغاربة حائرون يفكرون يتساءلون؛ هل من أجل هذا الشيك يتكبّد التطوانيون كلّ هذا العناء.. فقالوا (الفيسبوكيون طبعاً): إنّ المغرب بلد عجيب ورائع.. يأتي بماريا كاري و بيتبول في مهرجان موازين و يغدق عليهما الملايين مقابل ساعة من الغناء و الرقص، و تجده كريماً سخيّاً مع الأجنبي على حساب "ولد الدار".. و المغرب التطواني الذي صنع فرحة الآلاف و أمتع الملايين طيلة موسم بكامله يمنحونه فُتاتا وقليلَ القليل. و لكي تعلم أنّ فريق المغرب التطواني، هو أفضل من لعب كرة القدم هذا الموسم فما عليك سوى متابعة أرقام الفريق هذا الموسم؛ 61 نقطة. 17 فوزاً، 10 تعادلات و 3 هزائم فقط. سجّل 41 هدفاً و استقبل 13. أقوى هجوم، أقوى دفاع، أفضل فريق.. فريق ممتع. أعتقد أن فريق المغرب التطواني جمع جمهوراً و أمتع أناساً أكثر ممّا فعلت كاري أو بيتبول.. قد يقول قائل هنا.. إنّ لمهرجان موازين ميزانية ضخمة مع مستشهرين ومحتضنين بالملايين و الملايير.. أوكي، خلّيونا من موازين و نرجعو للكورة. في المغرب أيضاً هناك مؤسسة اسمها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؛ هاته المؤسسة يا ناس هي أوّل مسؤول عن كرة القدم في البلاد. وطبعاً هي التي منحت بطل المغرب 300 مليون سنتيم.. "الله غالب هادا جهدهم والفلوس عندهم قليلة". ولكن راه هاد الجامعة نفسها هي التي تمنح لرجل بلجيكي اسمه إيريك غيريتس 270 مليون سنتيم شهرياً، لسواد عيونه، تحت غطاء اسمه مدرّب المنتخب المغربي الأوّل لكرة القدم + الفيلا و السيارة و السفريات عبر العالم و حتى العناية الخاصة بالكلب ديالو.. آآآآيّه.. و الله ما عرفنا واش هاداك مدّرب للمنتخب أو "مخرّب" للمنتخب. و بحسبة بسيطة فالجامعة تمنح غيريتس 3 ملايير و240 مليون سنتيم مقابل سنة من العمل ك"مُخرّب" للمنتخب، أو مدرّب.. يالاّه باش مايتقلقوش صحابو. ولكن بطل الدوري المغربي تمنحه الجامعة 300 مليون فقط. يعني.. 3 ملايير و 240 مليون مقابل 300 مليون.. لن أزيد كلمة واحدة.. لكم التعليق. عن موقع رياضة