قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب “الاشتراكي الموحد” إن حراك الجزائر استفاد من حراك الريف ومن حركة 20 فبراير، لأن المتظاهرين الجزائريين يتحركون بشكل يشبه لمختلف الحركات التي عرفها المغرب مؤخرا، مضيفة “نتمنى لحراك الجزائر النجاح، وأن ينعم الجزائريون بخيرات بلدهم، ونفس الأمر في لبنان”. وأوضحت منيب في حوار مصور مع “لكم” أنه ليس من المستبعد أن يعيش المغرب انتفاضة على شكل ما يقع في الجزائر ولبنان والعراق.
وأضافت “أنا لا أتمنى أن يعيش المغرب انتفاضة غير مضبوطة أو أن تنزلق الأوضاع في البلد، لذلك لا بد من أن نجيب حراك الريف عن مطالبه ونطلق سراح المعتقلين، وننمي مختلف جهات المغرب”. وأكدت منيب أن المطلوب لتجاوز الوضع الذي يعيشه المغرب هو مباشرة إصلاحات حقيقية، يكون لها مردود إيجابي على الناس، وأن نحارب الفساد، إلى جانب القيام بإصلاحات سياسية ودستورية وضريبية وإدارية، إضافة إلى إصلاح التعليم. وتابعت منيب حديثها بالقول “هناك ناس “ظريفيين” لكن لا يصلحون للحكم، فسعد الدين العثماني على سبيل المثال رجل طيب لكن لا يصلح أن يكون رئيس حكومة”. وشددت منيب على أن هناك أحزابا سياسية توزع مئات الملايين في الانتخابات، وتدعي أنها تستقطب الكفاءات والنخب، لكنها في الحقيقة تجمع أطيافا من النخب الانتهازية والوصولية التي تريد أن تسرق من خزانة الدولة، وذلك في إشارة منها إلى حزب “التجمع الوطني للأحرار”. وأكدت أن ممارسة حزب “العدالة والتنمية” للحكم فضحته، فهو في البداية ادعى محاربة الفساد والاستبداد، لكنه في نهاية المطاف نهج نفس سياسة سابقيه، وساهم في اتساع الشرخ الاجتماعي. وأبرزت أن “البيجيدي” فيه ناس لم يسرقوا المال العام صحيح، لكن بينه أيضا أناس فاسدين، وفي النهاية لا شيء تغير مع هذا الحزب في المغرب بحسبها، لا على مستوى الإصلاحات السياسية أو في محاربة الفساد وإرجاع الأموال المهربة. وأكدت منيب أن حزب “العدالة والتنمية” تعرض “للفورماطاج” بسرعة صاروخية، مضيفة ” سبق أن نبهناهم وحذرناهم من أن يتعرضوا لنفس مصير حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، لكن في نهاية المطاف هذا ما حصل”. وأشارت نفس المتحدثة أن حزب “العدالة والتنمية” يلعب على أدلجة الدين وأحزاب أخرى تلعب على المال، فنحن أمام قطبية المال والدين، و”فدرالية اليسار” هي نموذج مغاير يحاول بعث المشروع اليساري في المغرب، مؤكدة أن التغيير الشامل نحو الديمقراطية والحداثة هو مسألة تراكم. وأوضحت منيب أن “فيدرالية اليسار” لا تحصل على نتائج مهمة في الانتخابات لأن الدولة تتحكم في الخريطة السياسية، عبر التقطيع الانتخابي وعدة أمور، مشددة على أن الفدرالية ” قامت في انتخابات 2015 و2016 بأحسن وأنظف حملة انتخابية بشهادة مؤسسات دولية عديدة. وأكدت منيب أن المغرب بحاجة لأمثال “عمر بلافريج” و”مصطفى الشناوي” أن يكونوا في البرلمان والحكومة. وأبرزت منيب أن مشروع الاندماج بين مكونات “فيدرالية اليسار” يسير بخطى ثابتة، وهناك داخل الفدرالية من يريد الاندماج بسرعة، ومن يريد توفير شروط هذا الاندماج أولا، مضيفة ” في فيدرالية اليسار حسمنا في هويتنا وفي مشروعنا السياسي، وبقيت لنا قضيتان عالقتان ترتبطان بالفلسفة التنظيمية لليفدرالية، والمسألة النقابية، وفي النهاية نحن نؤمن بمشروعنا الوحدوي لأنه سيمكننا من الضغط لتغيير موازين القوى”.