وقع حزب العمال الاشتراكي الإسباني (يسار) وحليفه اليساري حزب “أونيداس بوديموس”، الثلاثاء، اتفاقا مفاجئًا لتشكيل حكومة ائتلافية، وذلك بعد يومين من الانتخابات العامة التي جرت، الأحد، لكنهما بحاجة لدعم أحزاب أخرى لتوفير الأغلبية اللازمة. وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بيدرو سانشيز، زعيم حزب العمال الاشتراكي، في تصريحات صحفية: “لقد أدلى الإسبان بأصواتهم، ومسؤوليتنا تتمثل في إنهاء الأزمة السياسية”. وأضاف أن “الاتفاق المبدئي يهدف لتشكيل حكومة ائتلافية تقدمية لتحقيق الاستقرار بما يخدم مصالح إسبانيا”. وكان أمام الحزبين فرصة لتشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات العامة التي جرت في أبريل، إلا أنهما فشلا في التوصل لاتفاق، مما استدعى إجراء الانتخابات التي شهدتها البلاد، الأحد، ووهي الرابعة في غضون 4 أعوام. من جانبه، قال بابلو إجليسياس، زعيم حزب بوديموس، في تصريحات صحفية: “ما بدا أنه فرصة تاريخية في أبريل/نيسان، أصبح الآن ضرورة تاريخية طارئة بعد انتخابات الأحد”. وأشار إلى “أهمية إبرام ذلك الاتفاق في وجه صعود أحزاب اليمين المتطرف وبعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي”. وحصل الحزبان في انتخابات الأحد على 155 مقعدا بشكل إجمالي، لكنهما ما زالا بحاجة إلى تعاون أحزاب أخرى لتشكيل حكومة، حيث تشترط القوانين الفوز ب 176 مقعدا من أجل تحقيق الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة. وحل الاشتراكيون في المركز الأول ب 120 مقعدا مقابل 35 مقعدا لحزب بوديموس. وفاز حزب الشعب المحافظ ب87 مقعدا، وحزب “بوكس” اليميني المتطرف ب 52 مقعدا، في صعود لافت حيث كان يحظى ب 24 مقعدا فقط. وتعد هذه الانتخابات الرابعة خلال 4 أعوام والثانية في عام واحد، منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في أبريل الماضي، وفاز فيها حزب العمال الاشتراكي بزعامة بيدرو سانشيز، دون تحقيقه أغلبية مطلقة تخوله لتشكيل حكومة غير ائتلافية. وتأتي الانتخابات في أجواء تهيمن عليها أزمة حملة الانفصال في كتالونيا، وصعود اليمين المتطرف في البلاد، بحسب إعلام غربي.