دعا ثلة من المفكرين والأدباء العرب، مساء أمس الأربعاء بالشارقة، إلى إعادة النظر في منظومة الجوائز الأدبية في العالم العربي، وذلك خلال ندوة نظمت ضمن فعاليات الدورة ال38 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. وأبرز المشاركون في هذه الندوة، المنظمة حول موضوع “صيادو الجوائز”، أن الاختلالات التي تشوب منظومة بعض الجوائز الأدبية العربية، ولاسيما على مستوى اختيار الروايات المرشحة، ومعايير توزيع الجوائز وتركيبة لجانها، تؤثر سلبا على قدرتها في إنماء الحراك الثقافي وتطويره في الوطن العربي.
وفي هذا الصدد، أكد الباحث في الأنثروبولوجيا السياسية والروائي المغربي، محمد المعزوز، أن لجان التحكيم في بعض الجوائز الأدبية العربية لا تكون دائما مكونة من المتخصصين في المجال، مبرزا أن العلاقات الشخصية تشكل غالبا عنصرا أساسيا في تكوينها ويمكنها أن تؤثر على معايير توزيع الجوائز. وأضاف المعزوز، أن هذه الممارسات تؤدي إلى تتويج نفس الأسماء، مما يدخل بعض الجوائز الأدبية العربية في دوامة من التكرار، ولاتسمح لأدباء آخرين بإبراز أعمالهم. ودعا الروائي المغربي إلى إجراء نقد ذاتي لمنظومة الجوائز الأدبية في العالم العربي لكي تتمكن من الاضطلاع بدورها الأساسي وهو الاعتراف بالأعمال الأدبية المميزة والارتقاء بالحراك الثقافي. من جهتها، أكدت الكاتبة والناقدة الأدبية اللبنانية يمنى العيد، على ضرورة اعتماد معايير واضحة في اختيار الأعمال الأدبية المتوجة، مسجلة أن هذه المعايير يجب أن تتجلى أساسا في مستوى مضمون الرواية المرشحة، ومدى تأثيرها على القارئ، ولاسيما على أعضاء لجنة الجائزة الأدبية. وأضافت العيد، الحاصلة على درع شخصية العام الثقافية لدورة ال38 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أنه يجب كذلك إعادة النظر في طريقة اختيار أعضاء لجن الجوائز الأدبية في العالم العربي، ولاسيما رؤسائها، مبرزة أنهم يجب أن يكونوا من ذوي الاختصاص، لكي تتمكن اللجنة من اختيار الأعمال المناسبة التي تضفي قيمة مضافة على الأدب العربي. واعتبرت أن انتشار الجوائز الأدبية في المنطقة لا يطرح إشكالا، بل ينطوي على فوائد كثيرة، خاصة المادية، معتبرة أنها تمكن الكتاب المتوجين من التركيز التام على أعمالهم المستقبلية. وعرفت هذه الندوة أيضا مشاركة الروائية السورية شهلا العجيلي، التي تم اختيار روايتها “صيف مع العدو” ضمن القائمة القصيرة لنيل جائزة (بوكر) 2019، والكاتبة العراقية ميسلون هادي الحاصلة على جائزة (كتارا) للرواية العربية عن روايتها “العرش والجدول” سنة 2015. وتشارك في الدورة ال38 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي انطلقت فعالياتها، أمس الأربعاء، قرابة 2000 دار نشر من 81 دولة منها المغرب، مما يجعل من هذه التظاهرة الثقافية ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم، علما أنه يتزامن مع احتفالات الشارقة بنيلها لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019. ويستضيف هذا الحدث العالمي، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب إلى غاية 9 نونبر المقبل تحت شعار “افتح كتابا.. تفتح أذهانا”، وتحضره المكسيك كضيف شرف، روائيين حاصلين على جائزة نوبل للأدب، ومخرجين سينمائيين عالميين حصدوا جوائز الأوسكار، علاوة على ثلة من المبدعين العرب والأجانب الذين سيشاركون وسينشطون مجموعة من الفعاليات الثقافية. وبحسب هيئة الشارقة للكتاب، سينظم المعرض حفلات توقيع أكثر من 250 كتابا في الشعر والرواية والعلوم الاجتماعية والقانون والفلسفة والدراسات النقدية والأكاديمية وتطوير الذات والمسرح وكتاب الطفل.