أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن نوعًا جديدًا من الأدوية يلعب دورًا كبيرًا في التغلب على مقاومة خلايا مرض سرطان الثدي الثلاثي السلبي، للأدوية، الذي يعد أكثر أشكال سرطان الثدي فتكا بالسيدات. الدراسة أجراها باحثون بمعهد أبحاث السرطان في بريطانيا، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Molecular Cancer Therapeutics) العلمية.
ويجرى الفريق حاليًا أول تجربة سريرية على السيدات المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، لاكتشاف فاعلية عقار جديد طوره باحثون بوحدة علاج السرطان في معهد أبحاث السرطان ببريطانيا، أطلقوا عليه اسم “BOS172722”. وفي تجارب أجريت على الحيوانات، وجد الباحثون أن الدواء الجديد يمكن أن ينشط الاستجابة المناعية للعلاج الكيميائي لخلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي التي أصبحت مقاومة للأدوية، في كل من الخلايا التي تزرع في المختبر وفي الفئران. وحاليا، يتلقى الأشخاص المصابون بسرطان الثدي الثلاثي السلبي علاجات كيميائية مثل عقار باكليتاكسيل، لكن هذا العقار إذا أخذ بمفرده يؤثر أيضًا على توزيع الكروموسومات أثناء انقسام الخلايا، ويمنع الخلية من الانقسام، ما يؤدي إلى موت الخلية. ولكن في المقابل، فإن بعض الخلايا السرطانية التي تنجو من هذا الدواء، تصبح مقاومة للعقار وتسبب انتشار المزيد من الأورام. وتغلب الدواء الجديد على هذا المشكلة، ووفقا للدراسة، حيث يعمل عن طريق إجبار الخلايا السرطانية على الانقسام بسرعة كبيرة، ما يؤدي إلى أخطاء قاتلة في إخراج الحمض النووي لهذه الخلايا، ومن ثم استهدافها بالعقار الكيميائي وعدم مقاومتها للأدوية. وقال البروفيسور سبيروس ليناردوبولوس، قائد فريق البحث: “لقد اكتشفنا نوعًا جديدًا من علاج السرطان يحد من النمو السريع للخلايا الخبيئة، عن طريق إجبار الخلايا على الانقسام الخلوي بسرعة كبيرة بحيث تتراكم الأخطاء القاتلة “. وأضاف أن “الدواء الجديد يعمل بشكل جيد مع العلاج الكيميائي في خلايا سرطان الثدي الثلاثية السلبية، ويقضى على الأورام بالكامل، ومن الأهمية بمكان أن يكون المزيج فعالاً في مرضى السرطان الذين أصبحوا بالفعل مقاومين للعلاج الكيميائي”. ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويًا حول العالم.