قال الفنان التشكيلي والروائي ماحي بينبين إن “الحكرة” كلمة يصعب ترجمتها إلى الفرنسية أو غيرها من اللغات. وأضاف بينبين خلال مشاركته في أشغال المناظرة الاولى حول الصناعات الثقافية والابداعية، اليوم الجمعة بالرباط، إن “الحكرة” خليط من العقد و الاضطهاد واللاعدل واللامساواة والتهميش، مشيرا أن كل هذه المعطيات تولد “الحكرة”.
وأوضح بينبين أن هذا الاحساس أو ما يسميه المغاربة “بالحكرة” يولد ردات فعل قوية ومنها أحداث سنة 2003 الارهابية التي نتجت بشكل أو بآخر عن “الحكرة”. وتابع بينبين كلامه قائلا: “كنا نتعقد أن الارهاب لا يضرب سوى بغداد أو كابول لكن أحداث الدارالبيضاء فاجأتنا، وأكدت أن “الحكرة” ممكن أن تحول الشباب إلى قنابل موقوتة”. وقال بينبين إنه عندما زار حي ” سيدي مومن” الذي خرج منه منفدو تفجيرات الدارالبيضاء، وجد أطفالا يلعبون كرة القدم وسط القمامة”. وأضاف ” أنا أيضا أنحدر من حي شعبي في مراكش لكن دور الصفيح المهمشة والمعزولة التي زرتها في الدارالبيضاء تختلف تماما عن الحي الذي عشت فيه”. ماحي بينبين الذي كتب رواية حول هجمات الدارالبيضاء الارهابية بعنوان “نجوم سيدي مومن”، أبرز أنه حاول من خلال روايته أن يتتبع مسار حياة الشباب الذين نفذوا هذه العمليات الارهابية. وأوضح أن إنجاز هذه الرواية تطلب منه 5 سنوات، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي “يا خيل الله” أخرجه نبيل عيوش كما ترجمت إلى 15 لغة. وأبرز بينبين أنه بعائدات هذا الفيلم، اضافة الى بعض التبرعات والمساعدات تم فتح مركز ثقافي في حي ” سيدي مومن”، مضيفا أنه يؤمن بأن الثقافة من شأنها تحصين الشباب من كل الشرور. وأشار أن الشباب عندما يذهبون إلى المراكز الثقافية يشهادون الافلام والاشرطة، ويتعلمون اللغات والرسم وغيرها من الفنون، ” إنهم باختصار شديد يتعلمون الحياة ويكونون بعيدين عن من يغسل أدمغتهم”. وأوضح بينبين أن تجربة المركز الثقافي “بسيدي مومن” كررت في كل من فاس والصويرة واكادير، وأنه بصدد بناء مركز ثقافي جديد بمراكش لكن المشروع يحتاج إلى التمويل.