قبل أكثر من ثلاثة أعوام على انطلاقها، كشفت قطر الثلاثاء شعار نهائيات كأس العالم في كرة القدم 2022 التي ستستضيفها، بعرض في الدوحة وحول العالم لتصميم يستوحي رمزية عربية. وعند الساعة 20:22 بالتوقيت المحلي (17:22 ت غ)، عرض الشعار الأبيض اللون على خلفية عنابية، على معالم مختلفة في العاصمة القطرية ومدن عالمية عدة منها بغداد وبيروت وباريس ومدريد وبوينوس ايرس، في محطة إضافية ضمن مسار قطري بدأ عام 2010 (تاريخ منح البلاد الاستضافة)، على أن يتوج في شتاء العام 2022 بأول كأس عالم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكانت الاحتفالية الأكبر في الدوحة، حيث عرض الشعار على معالم عدة حديثة وتاريخية في العاصمة، منها مبنى الأرشيف الوطني في منطقة مشيرب وسوق واقف وكتارا، في احتفاليات تابعها مئات من المواطنين والمقيمين، وشملت عروضا تقليدية شارك فيها فرسان على أحصنة. وقال السريلانكي محمد فايروس (30 عاما) الذي تابع عرض الشعار على واجهة الأرشيف الوطني “هذا شعار فريد بقطر”، مضيفا “هو مذهل”، قبل أن يتابع وأصدقاء له التقاط صور “سلفي” يظهر فيها الشعار. واستوحي الشعار باللون الأبيض من “الشال (الوشاح) الصوفي التقليدي الذي يرتديه الناس حول العالم وفي المنطقة العربية والخليج على وجه التحديد بأشكال وتصاميم متعددة خلال فصل الشتاء”، بحسب اللجنة العليا للمشاريع والارث التي تتولى التحضير للبطولة العالمية. ومن المقرر أن تقام البطولة في شهري نوفمبر وديسمبر، وذلك للمرة الأولى في فصل الشتاء نظرا لارتفاع درجات الحرارة في الدولة الخليجية خلال فصل الصيف، علما بأن الملاعب ستكون مزودة بأنظمة تبريد وتكييف للمدرجات والمستطيل الأخضر. ويستوحي تصميم الشعار وخلفيته العنابية (اللون الذي يرمز الى قطر)، والذي كتب تحته بالإنكليزية “فيفا كأس العالم قطر 2022″، من شكل الكأس الذهبية للمونديال، والرقم 8 الذي يرمز الى عدد الملاعب التي ستستضيف النهائيات المقامة للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما يوحي الشعار ب “رمز اللانهاية” في إشارة الى “الارث المستدام الذي سيبقيه كأس العالم فيفا (الاتحاد الدولي) 2022 في قطر والمنطقة”، بحسب اللجنة العليا. ويرمز الشعار في جزئه العلوي الى “طبيعة الحركة الرشيقة والمرنة التي يتميز بها الشال”، وعلى جزئه الأيسر كرة قدم محاطة بنقطتين كالنقاط “التي تستخدم في اللغة العربية فوق الحروف وتحتها، وترمز الى ثراء الخط العربي”. كما يتضمن الشعار أنماط زخرفة “مثل تلك التي تطرز يدويا على الشال القطري، وتعد جزءا مهما من تراث البلاد”، وتعتبر “فنيا عربيا أصيلا تمتد جذوره في أعماق المخزون الثقافي في الوطن العربي”، بحسب اللجنة. “البعد الجامع” للبطولة وسعى المنظمون القطريون الى أن يعكس الشعار الرغبة التي يكررونها في أكثر من مرحلة، باستضافة بطولة جامعة للمشجعين من حول العالم. وأوردت اللجنة العليا “يعكس تصميم الشعار البعد الجامع للبطولة بوصفها منصة لالتقاء الثقافات من مختلف أرجاء العالم، ويتضمن في الآن ذاته عناصر مستوحاة من الثقافة القطرية والعربية التي تتناغم مع مكونات لعبة كرة القدم”. كما نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الشعار عبر موقعه الالكتروني، واختاره صورة لحسابته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتخوض قطر استعدادات على قدم وساق لانجاز التحضيرات لاستضافة المونديال، وهي دشنت حتى الآن ملعبين من الثمانية المضيفة، وهما ستاد خليفة الدولي الذي خضع لعملية تحديث وإعادة تأهيل، وستاد الجنوب في مدينة الوكرة، وهو أول ملعب ينشأ بالكامل من أجل المونديال. وسبق للجنة العليا الإشارة الى أنه من المتوقع تدشين ملعبين إضافيين قبل نهاية العام الحالي، هما البيت بمدينة الخور، والريان. وبحسب اللجنة، من المتوقع إنجاز الملاعب الثمانية بحلول عام 2021. وتؤشر تلك الظروف الى عدم امكانية البحث حاليا في إقامة مباريات في دول مجاورة في حال زيادة عدد المنتخبات، نظرا للأزمة الدبلوماسية الخليجية منذ قرار الرياض وأبوظبي والمنامة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة في يونيو 2017. كما أشار الفيفا لدى تأكيد إقامة مونديال 2022 بمشاركة 32 منتخبا فقط، ضيق الوقت لدراسة الإمكانية اللوجستية لقطر لاستضافة بطولة بمفردها ب48 منتخبا. وإضافة الى انشاءات الملاعب والمواقع المرتبطة بإقامة المونديال، شرعت قطر في ورشة كبرى على صعيد البنى التحتية تحضيرا للبطولة، شملت بناء شبكات طرق جديدة وتوسيع أخرى موجودة، إضافة الى إنشاء شبكة مترو أنفاق دشن خطها الأول في مايو الماضي. وتخوض قطر اختبار استضافة بطولة كبرى قبل المونديال، وذلك ببطولة العالم 2019 لألعاب القوى بين 27 سبتمبر والسادس من أكتوبر. كما تستضيف كأس العالم للأندية في 2019 و2020.