وصف عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اعتقال جامع المعتصم بأنها "كبيرة من الكبائر"، متهما إلياس العمري، أحد أطر حزب الأصالة والمعاصرة، بالوقوف وراء جر المعتصم إلى السجن. جاء ذلك في ندوة صحافية عقدها الحزب صباح الخميس 13 يناير 2011، على خلفية اعتقال المعتصم. وقال بنكيران إن الذي يقف وراء هذه الزوبعة بسلا هو إلياس العمري وحزبه "المهزوز" البام، وأضاف "لقد عمل هذا الشخص على تنفيذ مخططه الانتقامي بسلا بعدما انهزم أمام نزاهة المعتصم، وصلابة التحالف الحالي بقيادة نور الدين الأزرق". بنكيران الذي بدا متعصبا أضاف أن المعتصم "أُريد له أن يقدم للمحاكمة لأنه أسقط رأس الفساد بسلا وهو السنتيسي ومن يحركه"، وطالب بمحاسبة السنتيسي الذي وصفه ب"الرجل الأول في الفساد والخروقات بسلا". موقع "لكم" سأل السنتيسي عن رأيه في هذه الاتهامات، فرفض التعليق، واكتفى بالقول "سيحسم القضاء بيننا"، في تلويح باحتمال رفع دعوى قضائية ضد بن كيران، فيما تعذر الاتصال بإلياس العمري. وقال بن كيران "إن المعتصم انتصر على كل هؤلاء بسبب أخلاقه الحسنة وتعامله الرفيع المستوى مع الذين تحالفوا معه بسلا، رغم علم التحالف ككل بأنهم معرضون للمخاطرة بمستقبل تحالفهم". إلى ذلك اعتبر بن كيران أن المغرب مهدد بالخطر جراء معاقبة الصالحين والشرفاء بهذا البلد ومجازاة المفسدين والفاسدين، "وهذا الأمر من شأنه أن يغيض المغاربة"، داعيا إلى توخي الحذر حتى لا يتكرر نموذج تونس بالمغرب، فيما يمكن اعتباره تلميحا إلى إبعاد الإسلاميينالتونسيين من العمل السياسي. وقال بن كيران "إن الضغط يولد الانفجار، كما يقول المثل المعروف، على اعتبار أنه ليس كل رجالات بلد النضال والحرية والديمقراطية يرضون بالوضع الذي يعيشه المغرب اليوم بعدما أصبح من يملك حزبا بعيدا كل البعد عن الممارسات السياسية الشريفة يستحكم بالمغرب ورجالاته"، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. ودعا بن كيران الأحزاب السياسية إلى توخي الحذر من هذا الحزب السلطوي "على اعتبار أن غايته هي استعمال أبناء هذا الوطن واستغلالهم من أجل أن يسيطر ويتحكم ويستحكم، فضلا عن أنه لا يضم في صفوفه إلا الوصوليون والفاشلون والفاسدون الذين جمعهم من مختلف الألوان السياسية والحزبية". وأضاف بن كيران أن العدالة والتنمية لن يسكت مهما كلف الثمن، مطالبا كل الغيورين إلى خوض هذا المعركة من أجل مواجهة التسلط بالبلد، وعبر عن استعداد الحزب لخوض ما وصفها ب"معركة المعتصم، بما أوتي من قوة في إطار القانون لأن القضية حق، حتى ولو تم اعتقال الحزب كله، وشدد على أن واجب الحزب هو أن يؤدي أبناؤه ثمن المواطنة إلى أن "يسقط الصنم الذي يريد أن يتحكم في كل شيء". وفيما شدد على أن الملكية ضامن لاستقرار المغرب، حذر من سماهم ب"مستغلي النفوذ والسلطة أن يستعدوا، لأن العدالة والتنمية اتخذ قرارا لا رجعة فيه في كشف كل المفسدين مهما علت شوكتهم وقويت". وطالب بن كيران بمحاسبة المفسدين الحقيقيين بمدينة سلا وليس محاكمة رمز الصلاح المتمثل في المعتصم ومن معه من الشرفاء، مشيرا إلى أن الجهات الرسمية تملك كل التفاصيل حول من هو اللص والمفسد الحقيقي بمدينة سلا، "وهم الذين يسطون على الغابات والمساحات الخضراء لإعادة بيعها للدولة بثمن باهظ جدا".