الورقة الأولى ليس في القنافذ أملس ليس في القنافذ أملس أثارني هذا المثل الشهير، تساءلت فاطمة لم الحقد يعمي القلوب؟ لم الشر يسكن بعض النفوس البئيسة؟ والخبث يتغلل فيها، وعوض أن يشغلوا أ نفسهم بأشياء تعود عليهم بالنفع وعلى محيطهم تراهم يجدون راحتهم في الاصطياد في الماء العكر . الغريب في الأمر أن الخبثاء كما تقول هذه السيدة هم اشخاص في مناصب المسؤولية ولهم باع طويل وخبرة ويظنون أنفسهم فوق الجميع .. لكن مجرد ما يدخل شاب صغير لميدان العمل يحسون بالخوف ويسدون عليه كل الأفاق ويحاربونه ويضعونه محور اهتمامهم. لم كل هذا الخوف من الآخر؟ يقول صديقي المناضل انه زمن الزيف .. هؤلاء الخبثاء هم لا يثقون في كفاءتهم ووصلوا إلى مناصبهم إما بالتملق أو بتقبيل الأيادي وإما بالوساطة أو بالتبركيك ..لهذا مهما وصلوا ومهما حققوا لا يملكون الثقة في أنفسهم فاطمة او عمر رغم صغر سنهم فهم يحملون حلما جميلا بالغذ لماذا يقبروه لهم؟عوض أن يتركوهم يشتغلون ويمنحون وقتهم لعملهم ، يدخلونهم في متاهة الحروب الضيقة تقول فاطمة هل بالفعل ليس في القنافذ أملس ؟ أدرت وجهي في كل الاتجاهات فرأيت وسط الحشود المفترسة حارس المبنى يمنحني ابتسامة عريضة و هو يقول ا" صبري ابنتي كلشي كيحاربوه" لا عمل لهم سوى هذا أنا اعرفهم منذ ثلاثين سنة لكنهم سيبقون هكذا إلى أن يغادروا هذه الحياة.. إنهم مرضى ومرضهم ميئوس منه وحتى الرحمة لا تجوز عليهم. وسيظلون منسين في مكاتبهم القذرة يجترون الأيام ويحيكون المؤامرات وينتظرون ساعة انتصارهم متناسين بان أي انتصار في معركة االنذالة هو هزيمة ترميهم في مزبلة الحياة الورقة الثانية تعيش النساء رعبا حقيقيا وحالة مخاض، الكل يترقب وينتظر والبعض بدا مستعدا للمعركة القادمة هل بالفعل كل حكومة ملتحية ستحول ربيع الثورة العربية إلى خريف نسائي؟ هل بالفعل أن الثورة اغتالت النساء واستغلتهن في انهيار انظمة وعندما بدأت الأمور تستتب كشر من وصلوا إلى الحكومات العربية على أنيابهم وأصبح أولى اهتماماتهم المرأة والعودة بها إلى عصر الحريم.. شاهدت في قناة تلفزية مصرية حوارا مع احد النواب المصريين كان غاضبا من المرآة ومن الحقوق التي تطالب بها وقال أن أولى اهتماماته وأول شيء سيشتغل عليه هو تحريم طلاق الخلع الذي ناضلت المصريات من أجله وسمعت أنهم في تونس طالب بعضهم بعودة الجواري ما يحدث في بعض الدول يثير غضب النساء لكني متفائلة أن ماحدث عندهم لا يمكن أن يحدث عندنا لان رجالنا يعرفون أن النساء المغربيات لا يمكن أن يقبلن بأي شيء يعيدهن إلى الوراء مع احترامي الكبير لكل المناضلات العربيات . لكن ما لا استسبغه كامرأة أن أرى مناضلات أصبح كل همهن حمل اللافتات لمطارد حكومة بنكران أينما حلت وارتحلت ويكتفين بالصراخ.. حكومة رجعية وأصبح منظرهن مضحك ويدعوا للرثاء وكان أولى بهن أن يغيرن طريقة عملهن حتى لا يحجبن الشمس بالغربال .وحتى لا يذهب دم امينة هذرا المفروض أن تتوحد النساء ليضعن أجندة حقيقة ومطالب حقيقة أمام الحكومة الحالية لمعرفة حسن نيتها.. هناك قضايا نسائية متعددة لا احد يفكر في نفض الغبار عنها .. معاناة الأرامل التي يتحدث عنها البعض باحتشام ولم نسمع أن جمعيات نسائية ناضلت من اجل هذا ..هل يعقل أن تعيش المرأة بنصف اجر زوجها هي وأطفالها ؟ و هناك مشكل الإجهاض ، هناك مشاكل الأمهات العازبات ومشاكل المطلقات .. هناك مقتضيات دستورية هي في صالح المرأة لكن لم يتم تفعليها بعد أما الصراخ والاكتفاء بالقول حكومة رجعية فهذا يجعل الكل يتفرج ويضحك ويقول " العيالات محيحات ".