هناك قسم ناجح من الجيل الشاب من المغاربة في سوق العمل والدراسة. ولكن هناك ايضا مجموعة من الفاشلين المعرضين للسقوط في عالم الجريمة. لذا فقد حان الوقت ان يناقش المغاربة الهولنديون هذا الامر في ما بينهم. هذه الدعوة الجديدة اطلقها عبد الغفور احلي وهو احد مؤسسي الشبكة الليبرالية للمغاربة الهولنديين. تأسست هذه الشبكة في عام 2009 بهدف تدعيم الاختيار الفردي بين المغاربة الهولنديين. تسود ضمن الجالية المغربية ثقافة الصمت، كما يقول احلي، الذي جاء كطالب من المغرب الى هولندا " ينبغي تجنب القضايا الحساسة مهما كان الثمن، وتحديدا عدم طرحها كموضوع للمناقشة". تغمض الجالية المغربية في هولندا عينيها عن عدد كبير من المشاكل. ويقول احلي " بالاضافة الى الازعاج والجرائم التي تقوم بها مجموعة من الشبان الفاشلين، هناك ايضا المشاكل في العلاقة بين الرجل والمرأة، وفي تربية الاولاد، والزواج القسري، والتمييز ضد اليهود والمثليين والمرتدين، وخطف المساجد من قبل مجموعات اجنبية من السلفيين من السعودية او من الحكومة المغربية". يعتبر احلي أن الصمت في مثل هذه الامور يعود جزئيا الى الوضع الذي يجد المغاربة الهولنديون انفسهم فيه في هولندا. إن الصورة السلبية السائدة عن المغاربة والمسلمين دفعت بالجالية المغربية الى اتخاذ موقف دفاعي. " اذا كان هناك من مشاكل عندها ينظر الى المجتمع الهولندي بمعيار واحد. من يتجرأ من المغاربة على التحدث عن ضرورة تحمل المغاربة المسؤولية الشخصية، ينظر اليه على انه خائن". ويقول احد اعضاء هذه الشبكة وهو فؤاد الحاجي عضو المجلس البلدي في روتردام " اذا شاركت في نقاش في الراديو او التلفزيون واختلفت بالرأي مع احد المغاربة، تتلقى في وقت لاحق رسالة الكترونية تحمل اتهاما يقول يا للعار، ان يقوم مسلم بمواجهة مسلم آخر". لكن ثقافة الصمت هي ايضا إرث من المغرب، حيث كان ينصح البربر بعدم طرح مسائل حساسة في ظل الديكتاتور. ويقول عبد الغفور احلي " لذلك لم يتعلم الناس ان يعبروا بوضوح عن آرائهم". لغاية اليوم تحاول الذراع الطويلة للنظام المغربي ان تحافظ على سيطرتها على المهاجرين المغاربة في هولندا. تسعى الشبكة الليبرالية للمغاربة الهولنديين الى تغيير هذا الوضع ويقول احلي "نريد ان نسمع صوتا آخرا، اعطاء المجال للاشخاص الذين يريدون ايجاد حلول لمشاكل تعتبر من المحرمات، اشخاص لديهم الجرأة بالتعبير عن مواقف تحيد عن الرأي السائد في المجتمع المغربي". يعتبر فؤاد الحاجي انه في نهاية المطاف سيعود الامر الى الاختيار الفردي. ويقول " لقد حان الوقت لنزيح عنا هذا الضغط الاجتماعي . الضغوط التي تفرض من الجالية ومن الحكومة المغربية والمجتمع الهولندي. يجب ان يكون هناك مساحة اكبر للفرد. لذلك نطلق على انفسنا اسم المغاربة الهولنديون الليبراليون". العمل الفني المرافق للمقال لوحة للفنان الهولندي الراحل هرمان برود بعنون : السمع ، البصر، والصمت. ينشر باتفاق شراكة وتعاون مع إذاعة هولندا العالمي