وجهت مجموعة من الهولنديين من أصل مغربي نداءا مفتوحا عبر صحيفة "دي فولكس كرانت" الهولندية واسعة الانتشار تدعو فيه السلطات المغربية إلى الكف عن أساليب المراقبة والمتابعة التي كانت تنتهجها في السابق، وتطالب مكونات المجتمع الهولندي الوقوف بجانبها والتعامل معها على أساس مواطنة كاملة ومسؤولة وفيما يلي نص النداء: "" طوال عقود خلت تمارس الرباط رقابة سياسية على الجالية المغربية في هولندا، صاحبتها في عهد الحسن الثاني ممارسات ترهيبية عن طريق الوداديات. أما النظام الحالي لمحمد السادس فيتبع استراتيجية مغايرة مخففة، لطالما حذرت منها الجالية المغربية. جاءت قضية التجسس المفترضة في روتردام لتعطي دفعة إضافية على تأثير السلطات المغربية على الجالية، وترسخ المفهوم الجديد لليد الطويلة للرباط. الموقعون على هذا البيان من أصل مغربي لهم اهتمامات ومهن مختلفة، ولكنهم فوق كل هذا هم مواطنون هولنديون، ينددون بالتدخلات المغربية ويعتبرون أن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم يوجد هنا في هولندا. فبعد أربعين سنة، نؤكد أن الجالية المغربية تأصلت في هولندا بعد مسيرة شاقة منذ الجيل الأول في سبيل نيل حقوقها والدفاع عن مصالحها وذلك بمساعدة النقابات الهولندية والكنائس ومنظمات اجتماعية أخرى وكذا أشخاص عاديين يستحقون كلهم التقدير والاعتراف لهم بالجميل. الجالية المغربية غنية في تنوعها وديناميتها، تحوي الغث والسمين. فيها مواهب تعبر عن نفسها بأشكال إيجابية وبشكل سلبي كذلك مع الأسف. لقد أنجبت هذه الجالية أبناءا وبنات ناجحين : كتاب، سياسيون، مقاولون ورياضيون. ولكننا لا ننكر أن جزءا من أبنائها مجرمون ومتطرفون دينيا. دفع النقاش في هولندا حول اندماج الهولنديين المغاربة والإسلام الجالية المغربية دفعا إلى ممارسة النقد الذاتي وتناول قضايا حساسة. ولكننا مع ذلك نلاحظ وجود ردود أفعال سلبية مثل ظاهرة التشدد والتنكر للمجتمع. إننا نعتبر أنفسنا ممثلين لمجموعة كبيرة اختارت أن تعيش في هولندا في السراء والضراء. وهذا ما نريد تأكيده بهذا البيان. وعلى عاتقنا تقع المسئولية الآن. نحن ننتمي إلى جيل واع مشارك ويتعامل مع مشاكل المجتمع بأسلوب ديمقراطي. نداؤنا مبني على قواعد الاحترام والحرية والاختيار الحر والتسامح. نحن مواطنون هولنديون وندين تدخلات السلطات المغربية في شئون حياتنا، ونشدد على ما يعانيه المواطنون من أصل مغربي في علاقتهم بالدولة المغربية، من الناحية السياسة والقضاء والشئون الاجتماعية. الهولنديون الجدد يواجهون يوميا عقبات ذات الصلة بحقوق المرأة والتجنس واختيار أسماء المولودين والتوجيه الديني والأفضلية الجنسية. إننا نريد أن نكون أسيادا على حياتنا. نحن وأبناؤنا بصفة خاصة، لسنا من رعايا ملك المغرب. لقد اخترنا المواطنة الهولندية. ارتباطنا بالعائلة وبالثقافة المغربية وانشغالاتنا بشئون السياسة في المغرب، نفظل أن يكون على أساس اختياري. ندعو السياسيين والهيئات الاجتماعية وفعاليات المجتمع مساندتنا. قدّروا تنوعنا وحيويتنا. لانريد أن تحسبونا عنصرا إضافيا مؤقتا وغريبا. نحن خاضعون للدستور شكلا ومضمونا. نحن ننأى بأنفسنا من كل سياسة تقوم على الانتهازية والشعبوية.أولائك الذين يقتاتون من هكذا سياسة في الوقت الذي يصاب فيه المجتمع بالشرخ هم في الحقيقة عاجزون. الحلول المبسطة في الواقع ليست في متناول اليد. هذا النداء موجه أيضا إلى المغاربة الهولنديين الآخرين ليكونوا مواطنين هولنديين مسئولين وكاملي المواطنة. قبل أربعين سنة وصلت طلائع الجيل الأول من المهاجرين، جيل مفعم بالأمل، وفي الوقت نفسه جيل خائف. لقد حان الوقت لنركز نظرنا على هولندا. محمد أبطوي (رسام كاريكاتور)، سليمة بلحاج (رئيسة فريق الحزب الديمقراطي 66 بروتردام)، حبيب القدوري، فريد أولاد لحسن (صوت الديمقراطيين المغاربة في هولندا)، فؤاد الحاجي (عضو المجلس البلدي في روتردام عن حزب العمل)، عزيز أينان (كاتب)، محمد بنزقور (كاتب)، عبد الغفور أحلي، عبد المجيد بنعلي، فريد بنقدور (مدرس)، علي بلحاجي (مدرس) و سعيد بودوفت.