أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المقربة من قادة الاحتجاجات أن خمسة متظاهرين على الأقل قتلوا في مسيرات حاشدة الأحد في السودان للمطالبة بنقل السلطة من عسكرية إلى مدنية. وأكدت اللجنة على حسابها في تويتر الإبلاغ عن مقتل أربعة أشخاص في أم درمان وخامس أصيب برصاصة في الصدر في مدينة عطبرة بوسط البلاد. وأضافت “هناك العديد من الإصابات الخطرة برصاص ميليشيات المجلس العسكري الانقلابي، في مستشفيات العاصمة والأقاليم”. قناصة بين المتظاهرين وقال نائب رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق محمد حمدان دقلو إن قناصة أطلقوا النار على خمسة مدنيين وثلاثة من “قوات الدعم السريع” شبه العسكرية فيما تستمر التظاهرات المطالبة بحكم مدني. وأضاف الفريق دقلو، قائد الفرقة المتهمة بفض الاعتصام “هناك قناصون يطلقون النار على الناس، وأصابوا 3 من عناصر الدعم السريع وربما 5 أو 6 مواطنين”، “هناك مندسون يريدون تغيير التقدم الحاصل”. وصرحت لجنة أطباء السودان أن أغلب إصابات المتظاهرين خطيرة فقد جاءت معظمها عن طريق الرصاص الحي في الرأس والصدر والظهر، كما كشفت اللجنة عن أسماء القتلى والمصابين وأعمارهم. الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع وأطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في ثلاثة أحياء من الخرطوم مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الإصابات بين المتظاهرين أغلبهم من الشباب، وفقا لبيان لجنة أطباء السودان المركزية. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في منطقة بحري في شمال الخرطوم وفي منطقتي معمورة واركويت في شرق العاصمة ضد المتظاهرين الذين كانوا يهتفون “حكم مدني حكم مدني!”. كما أطلقت القوات الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في مدينة القضارف في شرق البلاد، بحسب ما أفاد شهود. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن قادة الاحتجاجات في السودان صرحوا في بيان أنهم دعوا المتظاهرين للتوجه إلى القصر الجمهوري. وقال التجمع الذي يعتبر أبرز مكونات التحالف الذي يقود الاحتجاجات في السودان، في بيان نشره على حسابه على تويتر “ندعو شعبنا الثائر في العاصمة التوجه للقصر الجمهوري. ونهيب بالجماهير الثائرة في كل مدننا وقرانا في الأقاليم الاتجاه بالمواكب صوب الساحات التي تحددها لجان الميدان”. وحذر دقلو السبت من أنه لن يتسامح مع محاولات “التخريب” التي قد تتخلل التظاهرة. وقال دقلو “هناك مخربون، هناك أناس عندهم أجندة مدسوسة. نحن لا نريد وقوع مشاكل”. ويقود دقلو “قوات الدعم السريع” التي انتشرت في شكل مكثف في الخرطوم منذ حملة القمع الدامية لاعتصام المحتجين في 3 يونيو. أول مليونية بعد فض الاعتصام وتشكل المظاهرة “المليونية” اختبارا لمنظمي الاحتجاجات بعد العملية الأمنية الدامية التي استهدفت ساحة الاعتصام في الخرطوم في الثالث من يونيو وانقطاع الإنترنت الذي حد من قدرتهم على حشد المتظاهرين. وقتل العشرات وأصيب المئات بجروح عندما هاجم مسلحون بلباس عسكري ساحة الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للجيش وأطلقوا النار على المتظاهرين الذين كانوا في المكان منذ 6 أبريل وضربوهم. وتأتي المظاهرة الجديدة، في وقت تُجري إثيوبيا والاتحاد الإفريقي وساطة بين المحتجين والقادة العسكريين. ودعا الاتحاد الاوروبي وعدة دول غربية ومنظمات حقوقية قادة الجيش لتفادي العنف. وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن مئات من الرجال والنساء نزلوا إلى شوارع حي الشفاء حاملين أعلام السودان ورافعين علامات النصر. وخرجت تظاهرات مماثلة في مدن الأبيض ومدني وخشم القربة، حسب ما أفاد شهود. وقتل نحو 130 شخصا منذ العملية الأمنية، معظمهم في الثالث من يونيو، بحسب لجنة الأطباء المركزية المقربة من التحالف. وتشير وزارة الصحة من جهتها إلى مقتل 61 شخصا يومها في أنحاء البلاد.