قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إن إصلاح منظومة التربية وتكوين رافع أساسي للتنمية الشاملة بالمغرب. وأضاف العثماني خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، حول سياسة الحكومة لمعالجة تحديات التعليم والتكوين المهني والبحث العلمي، أن رؤية الحكومة واضحة ومتوافق عليها ونوقشت بطريقة موسعة، وبدأت الحكومة منذ الأيام الأولى في تطبيقيها.
وأكد العثماني أن الحكومة تهدف إلى تحقيق مدرسة الجودة والإنصاف وتكافؤ الفرص، وهذه التوجهات الأساسية هي التي يجب أن تكون مجال نقاش. وأشار أنه من بين التوجهات الاستراتيجية للحكومة في مجال التعليم، توسيع المدى الزمني لإلزامية التعليم إلى 16 سنة، وتعليم الأطفال ما بين 4 و 6 سنوات في التعليم الأولي، والتمييز الإيجابي لفائدة الأوساط القروية والشبه حضرية، والمناطق ذات الخصاص. إضافة إلى إيلاء عناية خاصة للأطفال في وضعية إعاقة، وتطوير النظام البيداغوجي والمناهج، وإرساء هندسة لغوية ترتكز أساس على ترسيخ استعمال اللغتين الوطنيتين الرسميتين، إلى جانب إرساء تعددية لغوية بطريقة تدريجية ومتوازنة. وشدد العثماني على أن هذه التحديات قديمة لإشكاليات التعليم البنيوية والعميقة التي لها جذور في التاريخ، ولا يمكن أن تدعي الحكومة أنها ستحل هذه الإشكاليات مرة واحدة في سنتين أو ثلاث سنوات. وأضاف “هذا غير ممكن، ولو كان كذلك لقامت به الحكومات السابقة لكن الحكومة لها إرادة قوية لحل هذا الإشكال لأنها على مستوى الموارد المالية خصصت ميزانية غير مسبوقة لهذا القطاع”. فمن 2016 إلى 2019 ازدادت الميزانية المخصصة للقطاع ب 25 بالمائة وهذا غير مسبوق في تاريخ المغرب، على حد قوله، مما يظهر الأولوية عمليا بالأرقام والأموال التي تعطيها الحكومة لقطاع التعليم. وأكد العثماني على أهمية التعليم الأولي من أجل الاستثمار في الطفولة المبكرة خاصة تأثير كبير في رفع الجودة ومحاربة الهدر، مشيرا أن الحكومة برنامجا وطنيا طموحا لهذا التعميم، حتى نصل إلى نسبة 100 في المائة لتعليم الأطفال في المستوى الأولي، لأنه حاليا هناك 50 في المائة فقط من الأطفال خارج التعليم الأولي. وأبرز العثماني أن الحكومة شرعت فعليا في تنزيل هذا البرنامج بشراكة مع مختلف الفاعلين من جماعات ترابية، ومجتمع مدني وقطاع خاص، وتم رصد مليار و350 مليون درهم برسم ميزانية 2019 لبناء وتجهيز الحجرات الدراسية وتنفيذ هذا البرنامج. بحيث بلغ مجموع الأقسام الذي تم إضافتها هذه السنة 3771 قسم جديد وهناك هدف إلى الوصول ل43 ألف قسم للتعليم الأولي. وبلغ عدد المربين والمربيات ما يفوق 380 ألف مربي وهو ما مكن حسب العثماني من رفع عدد المسجلين بالتعليم الأولي هذه السنة إلى 799 ألف طفلة وطفل، بحيث وصلنا إلى 60 في المائة من عدد الأطفال. وأكد رئيس الحكومة على ضرورة تحسين جودة التعليم ، موضحا أن التعليم الأولي له دور كبير في هذا الباب، والتقليل من نسبة الهدر المدرسي، وتعزيز العرض المدرسي وخدمات الدعم الاجتماعي، وتطوير النموذج البيداغوجي، وتعميم المدارس الجماعاتية. وقال العثماني إن الحكومة رفعت ميزانيات الدعم الاجتماعي فعلي سبيل المثال برنامج “تيسير” ارتفع عدد المستفيدين منه من 800 ألف تلميذ سنة 2016، إلى 2 مليون تلميذ بميزانية تفوق 2 مليار و 100 مليون درهم. إلى جانب رفع ميزانية المطاعم والمنح الدراسية بكلفة تناهز مليار و 470 مليون درهم في 2019، بزيادة تقدر ب 60 في المائة مقارنة من السنة الفارطة. وأوضح العثماني أن نسبة التمدرس الوطني تعززت أكثر في التعليم الابتدائي ما بين 2014 و 2018 ، حيث انتقلت نسبة التمدرس من 93 بالمائة إلى 99 بالمائة، وبالنسبة للإعدادي من 85 إلى 91 بالمائة، معتبرا أن هذا تقدم إيجابي مهم جدا وسيؤثر على مستقبل المنظومة التعليمية. وشدد العثماني على عزم الحكومة في تقليص الانقطاع الدراسي إلى حده الأقصى، فعلى سبيل المثال فإن الإجراءات التي تمت في السنتين الأخيرتين، مكنت من تسجيل تراجع ملحوظ في الانقطاع الدراسي، حيث انتقل هذه السنة من 2.9 في المائة بالتعليم الابتدائي إلى 0.2 في المائة، وفي التعليم الإعدادي من 12 في المائة إلى 10 بالمائة خلال نفس الفترة، وفي التعليم الثانوي انتقلت النسبة من 13 في المائة إلى 9 بالمائة. وأشار العثماني أن الحكومة تعول على الإجراءات الجديدة التي أدخلت في الدعم الاجتماعي، وفي الجانب البيداغوجي، لكي تؤدي إلى التقليص المستمر للهدر المدرسي، مشيرا أنه تم تسجيل تراجع مستمر لنسبة الاكتظاظ، بالحرص أن تكون النسبة في التعليم الابتدائي 30 تلميذ، وفي الاعدادي والثانوي 34 تلميذ، وهذا الهدف سيتحقق في السنتين المقبلتين. كما تطرق العثماني أيضا على التكوين المهني، مؤكدا أن الحكومة قامت بتجويد منظومة التكوين المهني عبر إحداث جيل جديد من المؤسسات واعتماد مقاربات بيداغوجيات جديدة، من أجل تحسين جاذبيته.