دانا لوش: «أنا أيضاً سأبول على جثث من طالبان»! مقززون، سخفاء، جبناء.. كثيرة هي النعوت التي أطلقت على الجنود الأميركيين الذين تبجحوا في شريط مصوّر وهم يمنحون قتلاهم «دوشاً». فظيع، مخزٍ، مرعب.. كثيرة هي الأوصاف التي أطلقت على سلوك هؤلاء الجنود وهم يبولون على ضحاياهم من حركة طالبان. لكن المقرف في المسألة هو الدرك الذي وصل إليه بعض الإعلاميين الأميركيين، في دفاعهم عن هذا السلوك، لا بل التبجح بأنهم سيقومون بمثله. ليس مفاجئاً أن تكون من بين هؤلاء المدونة باميلا غيللر، والمعلّقة الإعلامية التي صنعت شهرتها من معارضتها الصاخبة على بناء مركز إسلامي بالقرب من موقع برجي التجارة العالمية. وأصدرت غيللر بياناً قالت فيه: «لأكن واضحة جداً، أنا أحب هؤلاء الجنود، نحن في حالة حرب مع عدو يريد أن يذبحنا وأن يرمي الولاياتالمتحدة. لا آبه فعلاً بأن يكون هؤلاء الجنود قد بالوا على هؤلاء المجرمين الوحوش». لمزيد من العنصرية، كتبت غيللر كلمة «آبه» وهي «care» بالإنكليزية، على هذا النحو «cair»، وبالأحرف الكبيرة عمداً، في انتقاد مرمّز إلى «مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية كير». من بين من أيّدوا سلوك الجنود أيضاً، المعلّقة في قناة «سي ان ان» دانا لوش، التي قالت، خلال برنامجها الإذاعي «هل بإمكان أحدهم أن يشرح لي لمَ يفترض أن تكون هناك فضيحة إذا قام أحدهم بالتبول على جثث لعناصر من طالبان، جثث أشخاص قتلوا نحو ثلاثة آلاف أميركي». لم تكتفِ بذلك، وفي مزيد من العنصرية أضافت «أنا سأبول عليهم أيضاً». وتعد لوش أحد مؤسسي حزب «حفلة الشاي» في سانت لويس. لكنها أيضاً معلّقة تتقاضى أجراً منتظماً من القناة التي يحلو لها أن تصنّف نفسها بأنها «الشبكة الإخبارية الأكثر مصداقية». فما رأي «سي ان ان»؟ في بيان، ذكرت القناة أن «معلّقيها يعربون عن طائفة واسعة من الآراء، التي إما أن تلقى تأييداً عارماً أو اعتراضاً شديداً. وهذه الآراء هي آراء المعلّقين». هو حياد يبدو أقرب الى الدفاع منه إلى الحياد! للمفارقة، قبل أعوام، أقدمت القناة «الأكثر مصداقية» على طرد الصحافية أوكتافيا نصر فقط لأنها أعربت، على رصيدها الخاص على موقع «تويتر» عن «حزنها» لرحيل العلامة الشيخ محمد حسين فضل الله. بعدها، أقدمت القناة على طرد الصحافي ريك سانشيز، الذي أزعج القناة بتعليقاته الإذاعية على ما يبدو. وفي حديث مع قناة «ار تي» الأميركية قبل يومين، أوضح سانشيز، الأسباب «المبهمة» لطرده من «سي ان ان». وهو صاحب كتاب «الغباء التقليدي: لهذا ملت أميركا الجديدة من السياسات القديمة». ففي تعليق على إحدى الإذاعات الأميركية، قال سانشيز «قبل 20 عاماً أو أكثر بقليل، كان لدينا آسيوي يدعى كوني تشون يعلّق على التلفزيون. كان لدينا معلّق أميركي من أصل أفريقي. اليوم لا يمكنك أن تجد أحداً في الإعلام الأميركي صاحب لون أو عرق آخر». لم يسمّ سانشيز اسمّ «سي ان ان» أو اسم أي من القنوات الإخبارية الأميركية الأخرى. إلا أن مدونين أميركيين يقولون ان الجملة التي تسببت في طرد سانشيز هي أن «اليهود يملكون الإعلام»... وهذه خطيئة في الولاياتالمتحدة الأميركية. وعن رأيه بمواقف بعض الإعلاميين من هؤلاء الجنود المقززين، قال سانشيز ان «جميع الصحافيين يحاولون منافسة بعضهم ليبدوا أكثر وطنية. سلوك الجنود خاطئ لأن نتيجته الوحيدة ستكون التسبب في مقتل مزيد من الجنود. فعلاً لا حاجة لنا لصب الزيت على النار». وعندما سألته «آر تي» عما إذا كان الصحافيون من مؤيدي سلوك الجنود في أفغانستان، يبتغون «جذب الأضواء»، أجاب سانشيز «هؤلاء ليسوا صحافيين فعلاً. هم لم يروا حرباً في حياتهم، لكنهم يريدون الظهور بمظهر الأقوياء. ولهذا يقولون هذه الأشياء السخيفة». وانتقد سانشيز وضع الإعلام الأميركي، سواء اليميني أو اليساري أو حتى الوسطي، لأنه «بات يدار كشركات.. هناك مشكلة ضخمة في الصحافة الأميركية اليوم. أما عن القنوات التلفزيونية، فالوضع بات فظيعاً». مشهد الجنود الأميركيين وهم يبولون فوق رؤوس الموتى مقزز مهما قيل عنهم من دفاع «أكثر تقزيزاً».. ترى ماذا ستقول غيللز أو لوش وأمثالهما في حال شاهدنا شريطاً لعناصر من طالبان، وهم يبولون فوق رؤوس جنود أميركيين قتلى؟! لا يقتصر الأمر على الإعلاميين، فقد أقدم جنود مارينز على فتح صفحة على موقع «فايسبوك» عنوانها «لنتّحد وندعم أبطالنا الجنود ضد فضيحة البول»، وقد استقطبت الصفحة 1250 نقرة «أحب» أو «لايك». ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» اليمينية الأميركية بعض التعليقات التي وردت على الصفحة، حيث قال الجندي السابق دوغلاس بوير «حسنا فعلوا.. الجعة على حسابي»، باعتبار أن الجعة تدر البول!! عن السفير اللبنانية