تظاهر آلاف الطلاب بالعاصمة الجزائرية وبالعديد من مدن البلاد، تنديدا باستمرار رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الحكم، ورفضا لإجراء الانتخابات الرئاسية في 4 يوليوز المقبل. وتجمع ما يفوق 5 آلاف طالب، أمام الجامعة المركزية الحكومية بالعاصمة، انضم إليهم أساتذة ومواطنون.
وتوجهت المسيرة صوب ساحة البريد المركزي وسط العاصمة، قبل أن تتجوه نحو مبنى المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان). وفرضت الشرطة طوقا أمنيا لمحاولة منع المسيرة من التقدم، لكن الطلاب تمكنوا من كسره، ووصلوا قبالة مقر البرلمان. وفرضت الشرطة طوقا أمنيا على مداخل البرلمان الرئيسية، وحاولت تفريق المتظاهرين في الساحة المقابلة للمبنى. وردد المحتجون شعارات مناهضة لرئيس الغرفة الأولى للبرلمان معاذ بوشارب، المنتمي إلى حزب “جبهة التحرير الوطني” الذي يقوده الرئيس المستقيل، وطالبوه بالتنحي فورا باعتباره من رموز نظام بوتفليقة. كما هتف المشاركون في المسيرة ضد الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وأعضاء حكومته لتصريف الأعمال. وحملوا لافتات كتبت عليها شعارات من قبيل: “لا لانتخابات 4 يوليوز الرئاسية”. ولاحقا، توجه جزء من المسيرة إلى أمام محكمة “سيدي امحمد” بالعاصمة، التي تتولى التحقيق في ملفات فساد مسؤولين ورجال أعمال خلال حقبة بوتفليقة. وهتف المتظاهرون أمام المحكمة بشعارات مطالبة بالتحقيق في قضايا الفساد بعيدا عن عدالة انتقامية أو انتقائية. ومنذ أسابيع، باشرت السلطات القضائية المدنية والعسكرية، تحقيقات في قضايا فساد وأخرى للتآمر على الجيش، وتم إيداع بعض الأشخاص الحبس المؤقت على ذمة التحقيق. ومست التحقيقات شخصيات ووجوها بارزة من حقبة بوتفليقة، منها شقيقه السعيد، وقائدا المخابرات السابقان الجنرال محمد مدين، المدعو توفيق، واللواء بشير طرطاق، ورئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، إضافة إلى وزراء ورجال أعمال. وعلاوة على العاصمة، أظهرت صور وفيديوهات نشرت على المنصات الاجتماعية، خروج طلاب وأساتذة في مسيرات بمحافظات عدة، على غرار البويرة وبجاية وتيزي وزو بمنطقة القبائل (وسط)، ومستغانم وتيارت (غرب)، وجيجل وسكيكدة (شرق). وتحولت مسيرات طلاب الجامعات الجزائرية كل ثلاثاء إلى موعد أسبوعي، وذلك منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي، الذي أطاح ببوتفليقة. ويسود تخوف لدى نقابة الجامعات الجزائرية من سنة بيضاء (دون دراسة)، في ظل استمرار مقاطعة الطلاب للدراسة منذ مارس الماضي، وإصرارهم على رحيل رموز النظام.