خرج الآلاف من المتظاهرين في الجزائر العاصمة، اليوم، أول جمعة رمضانية، والثانية عشر منذ بداية الحراك، في مسيرات مبكرة، رفضا لاستمرار رموز نظام بوتفليقة في الحكم. ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم، تجمعت حشود كبيرة من المتظاهرين في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة، التي أصبحت عنوانا دائما للحراك. وردد المتظاهرون شعارات رافضة لاستمرار رموز الرئيس بوتفليقة في الحكم، على غرار الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وأعضاء حكومته، كما طالبوا بمجلس تأسيسي في البلاد. وطالب المحتجون بعدالة نزيهة وحرة للمتورطين في قضايا الفساد خلال حقبة بوتفليقة، بعيدا عما وصفوها ب”العدالة الانتقائية أو الانتقامية”. الشعب ماشي جايح و ليسوا شرذمة و ليسوا مغرر بهم الشعب واعي الشعب فاهم #الجزائر pic.twitter.com/vGXOdYCw94 — Zellag Lamine (@LamineZellag) May 10, 2019 وباشرت السلطات القضائية، المدنية والعسكرية، منذ أسابيع، تحقيقات في قضايا فساد، وأخرى للتآمر على الجيش، وتم إيداع بعض المتورطين في الحبس المؤقت على ذمة التحقيق. ومست التحقيقات شخصيات بارزة، منها شقيق بوتفليقة، وقائدي المخابرات السابقين الجنرال محمد مدين، واللواء بشير طرطاق، ورئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، إضافة إلى وزراء، ورجال أعمال. مسيرات الحراك السلمي في أول جمعة في رمضان pic.twitter.com/ktfQZRCtvJ — أخبار الجزائر (@upLhNkWvbMpulEa) May 10, 2019 كما رفعت لافتات في ساحة البريد المركزي، رافضة إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 يوليوز المقبل. وشوهدت لافتات تطالب بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور، وتنصان على أن “الشعب الجزائري هو مصدر كل السلطات، والمادة 8 التي تنص على الطرق التي يمارس بها الشعب سلطاته (السلطة التأسيسية ملك الشعب). وتعد هذه الجمعة الأولى للحراك الشعبي خلال شهر رمضان، وسط تساؤلات حول مدى تأثير شهر الصيام على زخم الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فبراير، ودفع ببوتفليقة للاستقالة. وللجمعة الثانية عشر تواليا، عمدت سلطات مدينة الجزائر إلى تعطيل المواصلات العامة على غرار قطارات الضواحي والخطوط الطويلة نحو شرق وغرب البلاد. وتم وقف خدمة مترو انفاق العاصمة الذي يربط بين وسط المدينة وضاحيتيها الجنوبية والشرقية، اضافة لترام العاصمة الذي يصل وسطها بمنطقة درقانة بالضاحية الشرقية. وأقام عناصر الدرك الوطني (تابعة لوزارة الدفاع) نقاط تفتيش ومراقبة على الطرق السريعة المؤدية للعاصمة عبر مداخلها الشرقية والجنوبية والغربية. كما فرضت الشرطة مراقبة مشددة على الطريق السريع الواصل بين المطار بمنطقة الدارالبيضاء شرق العاصمة، إلى وسط المدينة، ما تسبب في زحمة مرورية. وأمس الخميس، عبر الرئيس الجزائري المؤقت عن تمسكه بإجراء الانتخابات الرئاسية في 4 يوليوز المقبل، على الرغم من رفضها شعبيا، وجل أطياف المعارضة.