قال “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” (فصيل طلبة العدل والإحسان)، إن مذكرة وزير التعليم سعيد أمزازي بخصوص منع الأنشطة داخل الجامعات، تدخل في مسلسل استكمال تجريد الجامعة من الاستقلالية والحرية التي تميزت بها منذ عقود. وأضاف الاتحاد في بلاغ له، أن هذه المذكرة الوزارية لن تحقق ما فشلت فيه سابقاتها، ولن تثني عزائم الطلاب وباقي مكونات الجسم الجامعي في مواصلة المشوار للنأي بالجامعة عن منطق التحكم والاستبداد، خدمة للأهداف النبيلة للمجتمع من بوابة الجامعة.
وأوضح أن هذه المذكرة الوزارية لا تستهدف الأنشطة الثقافية والنقابية للفصائل الطلابية فحسب، بل تستهدف كل الأنشطة “كيفما كان نوعها” ومن أي جهة كانت، وينضوي تحت هذا العسف؛ طلبة وأساتذة باحثون وأكاديميون، وغيرهم ممن يشملهم الحرم الجامعي؛ المنتج للعلم والفكر والنخب، والامتداد الموضوعي لألوان الثقافة الوطنية المتنوعة. ونبه الاتحاد في بلاغه الدولة “إلى خطئها الإستراتيجي بإضعاف كيان الجامعة، في وقت يتعين عليها دعمها بكل مكوناتها، ودعم روح المبادرة فيها، نظرا للأدوار المصيرية التي تضطلع بها حاضرا ومستقبلا في بناء الدولة والمجتمع”. ودعا الوزارة إلى سحب المذكرة المشؤومة، لما لها من عواقب في تجريد الفضاء الجامعي من مهامه الأساسية في دعم التنوع العلمي والفكري والثقافي والنقابي، الذي ينضاف إلى المهمة الأساسية في التحصيل. واعتبر “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، أن الجامعة ليست فقط مكانا للتدريس، بل هي منطلق بناء النخب العلمية والأكاديمية والسياسية والنقابية، وفضاء يجب أن يتمتع بالاستقلالية التامة، بعيدا عن التحكم والتوجيه الفوقي الذي يلغي شخصيتها المعنوية ومكانتها الاعتبارية، القيادية في المجتمع. واستنكر التضييق على الحريات النقابية، مشيرا أن الحرية هي أكبر المطالب التي سعت الحركة الوطنية والحركة الطلابية في الجامعة إلى تحقيقها والدفاع عنها. ودعا الاتحاد كل مكونات الجسم الجامعي من طلبة وفصائل وأساتذة وموظفين وإداريين، إلى الوقوف سدا منيعا أمام ما وصفه بمخططات تدجين الجامعة وإفراغها من محتواها، داعيا كل المكونات الطلابية لتجاوز واقع الفرقة والشتات والالتحاق بالإطار النقابي الطلابي الجامع “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” والجلوس إلى مائدة الحوار لفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة الطلاب والجامعة والوطن. وأعلن الاتحاد مساندته لكل القضايا الحية للشعب المغربي ولحراكاته الاجتماعية وتضامنه مع طلبة الطب وطب الأسنان في القمع الذي يتعرضون له في معركتهم ضد الخوصصة. واستغرب “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” مما وصفه هروب الدولة إلى الأمام وهي تعرف من يمارس العنف علانية، وعوض قصده والقضاء عليه، تستغله للمزيد من إصدار قرارات مجحفة وعازلة أكثر للجامعة.