سيقتصر بيع الملابس الداخلية النسائية ابتداء من اليوم الخميس على السعوديات بعدما كان ذلك حكرا على الباعة الرجال، وهذا بعد أن "رضخ" العاهل السعودي الملك عبد الله لأصوات نسائية أخذت من وسائل التواصل الاجتماعي منبرا لها رغم معارضة رجال الدين المتشددين الذين يتمسكون بفكرة "تجريم وتحريم" العملية. ستتمكن النساء السعوديات اعتبارا من اليوم الخميس شراء ملابسهن الداخلية بلا حرج ولا خجل من الوقوف أمام باعة رجال معظمهم من الوافدين من البلدان الآسيوية للعمل في المملكة، فهؤلاء سيستبدلون ببائعات نساء بقرار اتخذه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في حزيران/ يونيو الماضي في إطار سياسته الانفتاحية التي اعتمدها منذ وصوله للحكم وبعد "ضغط" اجتماعي من عدد من الناشطات السعوديات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مستوى الإدارات الحكومية ووزارة العمل. وشمل قرار العاهل السعودي المتاجر النسائية بشقيها (الملابس الداخلية ومتاجر التجميل) التي حصلت على مهلة ستة أشهر لصرف العمال الرجال نهائيا من هذا القطاع. وسيدخل القرار حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الخميس بالنسبة لمتاجر الملابس الداخلية حيث سيسهر 400 مفتش تابعين لوزارة العمل على حسن تطبيقه، في حين ستمنح متاجر بيع مستحضرات التجميل مهلة ستة أشهر إضافية. وبالرغم من معارضة رجال الدين المتشددين كمفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ الذي اعتبر أن عمل المرأة في بيع الملابس الداخلية "جرم وحرام"، ورجال الأعمال الذين قام بعضهم برفع دعوى قضائية لوقف تطبيق القرار. وقد لاقى القرار ترحيبا كبيرا وسط النساء السعوديات كما تقول الناشطة السعودية إيمان النفجان "رغم أن البعض يرى في قرار العاهل السعودي خطوة متواضعة مقارنة بما يحدث عند جيراننا العرب، لكنها خطوة مهمة جدا في مسار حصول المرأة السعودية على حقوقها في مجتمع سعودي ذكوري، قبلي ومحافظ، كما أنه انتصار آخر لكفاح السعوديات ومعركتهن، فالربيع العربي في السعودية هو ربيع المرأة، فبلا حرج ولا خجل سيمكنني ككل السعوديات شراء الملابس الداخلية والأخذ والرد في الكلام والحديث عن القياسات بعد أن كنت أتفادى ذلك، وأفضل شرائها من الخارج". وتباهت مجموعة "كفاية إحراج" التي أنشأتها ناشطات سعوديات وحقوقيون ومدافعون عن حقوق الإنسان على شبكات التواصل الاجتماعي بهذا "الانتصار" بعد أن تمكنت من جمع أكثر من 12 ألف عضو على موقعها الذي غيرت شعاره أمس لتجعله "انتهى الإحراج". ---