أكد الأستاذ الباحث بجامعة محمد الخامس بالرباط، سعيد بنيس، أن الإعلام المغربي والمغاربي يعيش حاليا فترة انتقالية حقيقية، فرضها تغير نوع القراء من قراء متلقين للمعلومة إلى قراء متصلين. وأوضح بنيس خلال مشاركته في ندوة نظمها المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال حول موضوع “الإعلام المغاربي والحركات الاحتجاجية”، أن الحراكات التي عرفتها المنطقة العربية والمغاربية، ساهمت في تغيير طبيعة القراء ومعه نوعية الإعلام، الذي أصبح اليوم ملزما على التطور وتسبيق المهنية والحياد والابتعاد عن التحريض والتوجيه السلبي.
وأشار الأستاذ الباحث، إلى الظاهرة الإعلامية الجديدة والتي وصفها بالإعلام “الإكشواني” والذي تستعمل بعض الحكومات والدول، لإبعاد اهتمام المواطن عن متابعة الاحتجاجات والأحداث المهمة، عبر خلق “بوز فارغ”، وفي حال تغطيتها للاحتجاجات أصبح الإعلام وسيلة لتوجيه الرأي العام والتشكيك في رمزية الاحتجاجات والمحتجين، عبر عرض أقل ما يمكن وحجب المعلومة الحقيقية في حالات أخرى. ومن جهة أخرى، شدد بنيس، على الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي وتنامي دورها في التعريف ونقل صورة حقيقية عن الاحتجاجات والثورات، التي مازال الإعلام يجد صعوبة في وصفها وفي أحيان أخرى يصفها بشكل غامض، مشيرا إلى الدور الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي في ولادة حركات احتجاجية كثيرة، ساهمت في خلق نوع جديد من المواطنين الرقميين الواقعين، أخرجوا احتجاجاتهم من الافتراضي إلى الواقعي كمثال حملة المقاطعة بالمغرب والاحتجاجات التي تعيشها الجزائر حاليا. وانتقد الأستاذ الباحث، تغطية الإعلام المغربي والمغاربي للاحتجاجات، معتبرا وصف الإعلام للحركات الاحتجاجية ناقصا، يقلل من أهمية عبقرية وإبداع المحتجين، والتي جسدت حسب بنيس في أشكال احتجاجية مبدعة كالمقاطعة، واستعمال أغاني الألتراس كشعارات للاحتجاج. وقال بنيس ان هناك عدم رضى للمحتجين وللمواطنين بشكل عام، على مضمون وسائل الإعلام، ولما تقدمه بالمنطقة المغاربية من تغطيات وبرامج وأخبار حول الحركات الاحتجاجية، والتي اعتبر أنها لا تتلاءم في غالبيتها مع انشغالات واهتمامات المواطن الباحث عن المعلومة المتعلقة بالاحتجاج.