أعلن المجلس العسكري السوداني، اليوم الأحد، تأييده تولي شخصية مدنية “مستقلة” رئاسة الحكومة، مطالباً القوى السياسية بتسمية شخصية. وكانت المعارضة السودانية قد أعلنت، مساء السبت، رفضها أول بيان للرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، مشددة على استمرار الاعتصامات والعصيان المدني حتى تحقيق سبعة مطالب.
وفي خطابٍ ظهر السبت، ألغى البرهان حظر التجوال، وأنهى مهام ولاة الولايات، داعيًا القوى السياسية والأحزاب إلى الحوار. وبعد ساعات، التقى وفد من المعارضة بالمجلس لأول مرة وسلمه قائمة مطالب. المعارضة تطالب ب10 خطوات عاجلة وقالت قوى “إعلان الحرية والتغيير” المعارضة في السودان، الأحد، إنها قدمت إلى المجلس العسكري الانتقالي تصورا من عشر خطوات عاجلة ل”تعزيز الثقة بين الطرفين” بشأن المرحلة الانتقالية. وقالت قوى “إعلان الحرية والتغيير”، في بيان، إن وفدها طالب، خلال الاجتماع، ب”تسليم السلطة فورا إلى حكومة انتقالية مدنية متوافق عليها عبر قوى الحرية والتغيير، لتدير البلاد لمدة أربع سنوات، تحت حماية قوات الشعب المسلحة”. كما طالب ب”مشاركة قوى الكفاح المسلح في ترتيبات الانتقال كاملة، تفاديا لتكرار تجارب البلاد السابقة، ومعالجة قضايا التهميش بصورة جذرية، ومعالجة مظالم الماضي وانتهاكاته عبر آليات العدالة الانتقالية”. وشدد على ضرورة “حل المؤتمر الوطني (حزب البشير) وأيلولة ممتلكاته للدولة”، و”القضاء على سيطرة المؤتمر الوطني على الأجهزة الأمنية”. ودعا إلى “حل جهاز الأمن وحل الدفاع الشعبي (قوات موازية للجيش) والمليشيات التابعة للمؤتمر الوطني”، و”إعادة هيكلة وإصلاح المؤسسات العدلية، وإصلاح الخدمة المدنية وضمان قوميتها وحياديتها”. كما شدد على “ضرورة إصلاح المؤسسات الاقتصادية للدولة وتحريرها من سيطرة الدولة العميقة”. ودعا إلى “إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات، وإزالة كافة اللوائح والأطر القانونية التي تكرس لقهر النساء، مع التمهيد لعملية إصلاح قانوني شاملة”. وطالب وفد المعارضة ب”توضيح أسماء المعتقلين من رموز النظام وأماكن اعتقالهم”، و”إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين والمحكومين سياسيا، شاملا ذلك جميع ضباط وضباط صف والجنود، الذين دافعوا عن الثورة”. وقالت قوى “إعلان الحرية والتغيير” إنها ستسلم إلى قيادات الجيش “الرؤية التفصيلية حول ترتيبات الانتقال”. وكشفت عن تلقيها “ملاحظات عديدة حول قصور تمثيل وفد الاتصال بقيادة قوات الشعب المسلحة عن التمثيل المتوازن لأقاليم السودان والنساء ومختلف تكوينات الثورة، التي تعبر عن تنوع بلادنا الفريد”. وشددت على أن “هذه ملاحظات صحيحة نعتذر عنها، ونعد بالتصحيح الفوري”. ولليوم التاسع على التوالي، يواصل آلاف السودانيين الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، ل”الحفاظ على مكتسب الثورة”، في ظل مخاوف من أن يلتف عليها الجيش، كما حدث في دول عربية أخرى، وفقا للمحتجين. وأعلنت قيادة الجيش السوداني، الخميس الماضي، عزل واعتقال البشير، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في 19 دجنبر الماضي، تنديدا بالغلاء، ثم طالبت بإسقاط النظام الحاكم منذ ثلاثين عاما.