تظاهر، الثلاثاء، آلاف الطلبة بالعاصمة الجزائرية وعدة مدن، رفضا لتعيين عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) رئيسا مؤقتا لبلاد. واندلعت الاحتجاجات بالتزامن مع جلسة عقدها البرلمان الجزائري بغرفتيه، لترسيم شغور منصب رئيس الجمهورية بناءً على قرار من المجلس الدستوري. ومنذ أيام، انتشرت نداءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تدعو الطلبة للتظاهر بقوة، الثلاثاء، تزامنا مع اجتماع البرلمان بغرفتيه. وفي ساحة البريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية، بدأت مظاهرة ضمت بضعة آلاف الطلبة ممن رفعوا لافتات كتب عليها: “نعم لإسقاط الباءات الثلاث”، في إشارة للأحرف الأولى من ألقاب بن صالح ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي. كما هتف المحتجون بشعارات رافضة لتولي بن صالح قيادة الدولة باعتباره جزا من النظام القائم، داعين إلى ضرورة رحيله وبقية رموز المنظومة. كما ردد محتجون هتافات داعمة للجيش من قبيل: “الجيش والشعب خاوة خاوة (أخوة إخوة)”. ولجأت السلطات إلى توقيف خدمات النقل الجامعي بالحافلات المتجهة نحو وسط العاصمة، ومن ذلك محطة تافورة قرب البريد المركزي. كما توعد الطلبة بالخروج في مسيرات شعبية حاشدة للجمعة الثامنة على التوالي، ردا على تثبيت بن صالح المرفوض شعبيا رئيسا للدولة. كما أظهرت صور نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، إضرابا عاما للطلبة بجامعة سطيف الحكومية (300 كم شرقي العاصمة). وبمدينة قسنطينة (شرق)، ثالث كبرى مدن البلاد، خرج نحو 10 آلاف طالب في مسيرة انطلقت من وسط الجامعة، رفعوا خلالها لافتات مطالبة بمواصلة الحراك الشعبي. ومن الشعارات المرفوعة: “من يقوم بنصف ثورة كمن يحفر قبره بيده”، في إشارة إلى مواصلة الحراك لتحقيق المزيد من المطالب. وأظهرت صور وفيديوهات إضرابا عاما في جامعة المدينة بمختلف كلياتها. وفي بجاية بمنطقة القبائل، خرج آلاف الطلبة بجامعة عبد الرحمن ميرة، في مسيرة سلمية حسب فيديوهات نشرت على صفحة “بجاية كن المراقب”، التي يتابعها أكثر من 500 ألف شخص. ورفع المحتجون شعارات مطالبة برحيل النظام الحالي ورموزه. وانطلقت صبيحة الثلاثاء، جلسة للبرلمان الجزائري بغرفتيه لتثبيت شغور منصب رئيس الجمهورية بعد أسبوع من استقالة عبد العزيز بوتفليقة. وأعلنت عدة كتل برلمانية معارضة مقاطعتها لجلسة البرلمان بغرفيته رفضا لتعيين عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا لبلاد.