تظاهر عشرات النشطاء، الأربعاء، أمام السفارة الفرنسية بالعاصمة تونس، للمطالبة ب”استعادة السيادة الوطنية”. ورفع المتظاهرون، الذين كانوا يحيون الذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال التونسي عن فرنسا في 20 مارس1956، صورا لمقاومين تونسيين قتلوا في المعارك ضد الاحتلال الفرنسي (1881-1956).
كما رفعوا شعارات تمجد المقاومين وتدين الاستعمار، بينها “أول خطوة للسيادة هي تجريم الاستعمار يا سادة”، و”استعادة السيادة الوطنية”. ويحتفل التونسيون سنويا بعيد استقلال بلادهم في 20 مارس من كل عام. وقال الناشط رمزي العلوي، أحد منظمي المظاهرة، إنه “يجب استعادة السيادة الوطنية المنهوبة والمنقوصة والمتخلى عنها من قبل صناع القرار في البلاد.” ودعا العلوي، إلى “ضرورة تأميم الثروات الطبيعية من خلال طريقة استخراجها وتكريرها واستعمالها وتوزيعها”. وطالب “بسن قانون في البرلمان التونسي ينص على تجريم الاستعمار”. وتابع أن “الثروات الجامدة والحية منهوبة اليوم في البلاد، فالبحر منتهك من قبل الصيادين الفرنسيين والإيطاليين، الذين يدخلون الحدود الإقليمية البحرية وينهبون الثروة السمكية.” ويشير العلوي، في هذا السياق، إلى رفضه لعمل شركة كوتيزال الفرنسية، في إنتاج الملح بتونس، وفق اتفاقية تعود لعام 1949، لمدة 50 عاما، وجرى تمديدها آليا مرتين لمدة 15 عاما، كل مرة في 1999 و2014، أي أن الاتفاقية الحالية تنتهي في 2029. وتنفي فرنسا استغلالها للثروات التونسية “دون وجه حق”. وفي 2018، قالت السفارة الفرنسية لدى تونس، في بيان، حول استغلال شركاتها للملح في البلد الأخير، إن شركة “كتوزال”، ذات رأس مال تونسي فرنسي، وتعمل تحت طائلة قانون الجباية والضرائب التونسي. وشدّدت السفارة، في بيانها، “على احترام فرنسا للسيادة التونسية”، مؤكدة أن العلاقات الاقتصادية بين باريسوتونس “لا تخضع لمنطق الماضي”.